مذكرات فتاة ...؟

مذكرات فتاة ...؟

حينما كنت ادرس بالمتوسط، التحقت إلينا فتاة من باكستان ،
كانت ضعيفة اللغة العربية ، مع العلم أن مناهجنا تعتمد اعتمادا
كبيرا على إتقانها ، كانت محطة لسخرية البنات عليها ،
فحاولت تعليمها اللغة بكل ما أملك من مساعدة ،
أعطيتها أشرطة وكتب لغير الناطقين باللغة العربية ،
استمررت بتشجيعها ، والتصحيح لها إذا أخطأت
إلى أن أتقنت اللغة بالفعل ، وزادت علاقتنا إلى أن أصبحنا صديقتان ،
كنت أشفق عليها لمعاملة الطالبات لها بازدراء ،
فعينت نفسي المدافع الرسمي لها ، كانت دائما تخبرني
بافتخارها بصداقتي ، وإعجابها الشديد بشخصيتي ،
وكنت افرح لشعورها بالسعادة ، وبالتدريج خفت علاقتنا
بحكم سفري مع زوجي للخارج، وعند عودتي للوطن
دعتني إلى بيتها مع بعض الصديقات لتناول العشاء ،
وقبلت دعوتها ، وأثناء زيارتي لها طلبت مني إذا كان بإمكاني
استخراج الملفات الملاغاة من جهازها حيث يوجد بحثها ،
فدخلت غرفتها ، وفتحت الجهاز ، وأخرجت الملفات الملغاة
وأثناء بحثي عن بحثها وجدت (dairies)




تكلمت عن عودتها من باكستان وصعوبة التأقلم بمدرستها إلى أن التقت بفلانة (أنا) وساعدتني بالتعلم
ووو ....الخ

شعرت بفرح شديد كيف أنني أدخلت بقلبها السرور حتى واصلت بالقراءة إلى عدة سنوات من
كلامها السابق :

في هذا اليوم فلانة سوف تسافر ولابد أن استمر بعلاقتي معها كي
استفيد مادي ومعنويا ، إنهم أناس لا يستحقون العيش برفاهية
ولا ببيوت فاخرة ليت بترولهم من نصيبنا ! لذا وجب علي استغلالها ،
هذه هي الدنيا مصالح.

يا للفاجعة ! تساقطت دموعي بحرقة وسادت خيبة الأمل تجاه الشخص
الذي كان من المفترض أن يكون محل ثقة،اختزلت الألوان بناظري
إلى اللون الأسود القاتم ، ولم استطيع الجلوس أكثر ،حتى أنني لم
أغلق الجهاز بل لم أغلق يومياتها خرجت مسرعة بدون أي توديع
لها ، وقطعت علاقتي بها نهائيا ..

تذكرت قول الشاعر:
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته من نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
*******
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى

سؤالي هو :
هل نظرة الناس للخليجيين بهذه الصورة ؟
هل العيب فينا و بطيبتنا وثقتنا العمياء ؟


فتحت الملف ظني انه هو البحث ولكن اكتشفت انه ( يومياتها) :