حال لا يسر عدو ولا صديق..!!

يحتار العقل كثيراً كلما شددنا الرحال
لأوطاننا ، احساس بالغربة يزيد وأنت بين اهلك وبين محبوك، شعب يائس محطم
بدون اهداف تذكر، الناس انقلبت من اناس تحمل عقولاً الى اناس تأكل وتشرب
وتمضي بقية يومها كيفما اتفق وفي الغد تعاود الركض على نفس الوتيرة!!

قابلت اناس كانوا في يوماً فاعلين وكنا نعتبرهم قدوة لنا بالعمل والإتزان
كنا نأخذ مشورتهم بدون تردد لا يصدر منهم الا الخير واليوم تضرب كفاً بكف
على ما تراه اجساد تتحرك كأنها مخدرة نظرة سوداوية خنوع عجيب الغى معه
عقولهم خوفاً من معلوم ومجهول لا يعلمون ماهو !

تتألم وانت ترى ابناء وبنات بلدك وصل بهم الحال الى امر لم يخطر ببال احد
في يوم من الآيام تبدلت المفاهيم تبخرت الأحلام اصبحت الأمة معطلة الا من
امور لا تسمن ولا تغني من جوع.

يتكلمون عن البطالة
يتحدثون عن المخدرات
يناقشون اوضاعهم باستمرار

ثم ماذا يذهب كل واحد الى منزلة ويأوي الى فراشة، عملية اشبه ما تكون
بالفضفضة ليس الا، يعتقدون ان الحلول دوماً ستأتي من السماء لا يؤمنون
بالعمل لا يقرنون التوكل بالعمل يريدون الغير ان يعمل وهم جلوس !!
اهتمامتهم منصبة حول المادة وكيف الحصول عليها اما الإنتاج وخدمة الأمة
بالعمل النافع فهذا عمل الغير، حتى انهم الغوا عقولهم بالكلية عندما
افتتنوا بالمادة وحتى هذه لم يجيدوا التعامل معها واودى بهم الطمع الى
الهاوية حتى ان البعض منهم رمى بأولاده للشارع وتكبد الديون المضاعفة على
امل تحقيق احلامه الواهية، يالا العجب ثم ماذا عادوا اسوء من الأول ولم
يحصلوا الا على خيبة امل وفقدان كل مدخراتهم او معظمها بلعبة غبية لا يمكن
لعاقل ان يصدقها ومع ذلك صدقها كل شرائح المجتمع من متعلمهم الاا جاهلهم
والنتيجة النهائية خسائر فادحة بالأموال طالت معها الأرواح والعقول !!!

عجباً لأمة تملك بين يديها كلام الرحمن وتفشل ، متى تعودين ايها الأمة
لرشدك متى تتضافر الجهود متى نرى العمل الجماعي لآعادة الأمور لنصابها
الحقيقي والقضاء على كل انواع الفساد المستشري بالأمة، والله انه شيء محزن
ان ترى حال ابناءنا وبناتنا وما وصل اليه البعض منهم من ضياع ومخدرات
وبطالة وهموم و ديون تجبر البعض منهم على سلوك طريق غير سوي.

هل تعلمون ماهي اهتمامات معظم ابناءنا وبناتنا وحتى كبارنا هو الشكل
الخارجي وخصوصاً نوعية الجوال والملبس والمركب للرجال والملابس ومن اي
ماركة هي للنساء على وجه الخصوص!! لذلك لا عجب ان وصل حالنا الا ما وصل
اليه من تخلف.

حال والله لا يسر صديق ولا عدو، ولا حول ولا قوة الا بالله.

مغترب يحمد الله على غربته، فالغربة ليست فقط بالمكان.