peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: المدنية المُـعلَّبة الجمعة أبريل 10, 2009 8:39 am | |
| ماذا يعتبر جسد الإنسان ـ رغوة أم صفوة ؟
لنقل رغوة ! إذا كيف يتسنى أن يبصر صفوته بعين من رغوة؟ طبعا لن يبصرها بالعين المجردة بل بالعين التي في
نفسه...وهي العين السحرية
التي جهزته بها الحياة فميزته عن سائر مخلوقات الأرض.
وهي موجودة في كل إنسان...لكنها جلية في القليل من الناس
ومغشاة بأغشية كثيفة في معظم الناس. إنها عين بؤبؤها المحبة
وحدقتها الإيمان...وبياضها الضمير...هذه العين وحدها تستطيع
أن ترى زيف المدنية فلا تبهرها رغوتها.
لنتساءل عن أثر المحبة ...الضمير والإيمان في هذه المدنية
أهو في المـال؟
أم في العلم أم هو في آبار النفط ومناجم النحاس والألماس؟
أهو في السياسة والمقاهي أم الصحف ودور السينما ؟
تظل كلها وإن لبست زي القداسة ...قد شرّدت المحبة من الأرض وجعلت من الضمير سلعة رخيصة ومن الإيمان مهزلة ولولا
ذلك لما تمزقت الأرض شرّ تمزيق فما استراحت يوما من البغضاء ومن الحروب والكروب...
ولولا ذلك لما جُن الناس هذا الجنون الذي نشهد ه في تكالبهم
على المال الذي يُفقر ولا يُغني وفي تطاحنهم على السلطان
الذي يُذل ولا يُعِز.وفي تزاحمهم على الملذّات التي تُميت ولا تُحيي لولا ذلك لما انجرف الناس بجنون بتيار السرعة في كل
شيء ...فهم يلتهمون اليوم المسافات بسرعة تفوق سرعة الصوت ولو أنهم كانوا يسرعون من البغض إلى المحبة
ومن اللاضمير إلى الضمير...ومن اللاإيمان إلى الإيمان...
لو أنهم كانوا يسرعون من رغوة العيش إلى صفوة الحياة لقلنا:
نِعم السرعة !!
لقد احتال الإنسان على الأرض ليأكل نتاجها في أوانها وغير أوانها ...فالمعروف عن الأرض أنها تمتثل في سلوكها
للفصول ...لكن الإنسان
أخذ حبوبها وثمارها وحفظها في علب الصفيح والزجاج ليأكلها على مدار السنة ...ليصِّح القول
في انسان اليوم أنه ربيب العُلبة والزجاجة وفي مدنيَّته أنها
مدنيَّة المُعـلَّبـات | |
|