حينما نستهين بأفعالنا

اخوتي وأخواتي روّاد هذا الصرح الجميل

كثيراً ما نناقش أمور عديدة ونتحاور فيها ونأخذ ونعطي ما لدينا حتى نكوّن
قاعدة جيدة يمكن الرجوع إليها ... حيث متغيرات الحياة زادت والمشاكل
الإجتماعية تكاثرت وسكاكين الغدر الغربي استقرت في قلوبنا وأظهرنا ...

قد يكون موضوعي اليوم ليس بجديد أو هو وضع بطريقة لتقول لا وألف لا لأمر قد استهان به الكثيرون ولم يدركوا مدى خطئهم وسوء عملهم ...

يوم الخميس حيث كنت جالساً مع بعض من رفاقي نتسامر ليلاً ونتحدث في مجلس
أحدهم فإذا بشخص منهم يضع قناة اسمها (( أغاني )) الإسم يكفي ... توجد بها
مسابقة لإختيار فنان وما شابه ذلك وإذا بأحد المتسابقين شخص من دمي ولحمي
وابن بلدي ومدينتي ومن أقاربي بحكم نفس القبيلة .. يشارك معهم والترشيح
ينهال عليه وقد علمت بعدها بأنه كسب الفوز .. الفوز في ماذا لا أعرف ؟؟

وما زادني ضيقاً بأن شخص يعرفني وهو من مدينة أخرى غير مدينتي يطلب مني أن
أصوت له وأبعث له بمسج ويخبرني بأنهم قد فتحوا خطوطاً خاصة لترشيحه ((
والله مصيبة )) فقلت له لن أصوت له ولا أرضى بذلك قال هو ابن عمك ومنك
وفيك فضحكت وقلت كلمة لا أريد أن أقولها هنا ...

المهم ... ظللت أفكر في حال شبابنا وبناتنا الذين يعيشون في وهم وفراغ
يضيّعون أوقاتهم بمتابعة مثل هذه المسابقات ويضيّعون أموالهم بإرسال رسائل
لقناة تحث على الفجر والفسوق وتستفيد من هذه الأموال لعمل أعمال الشيطان
وتستثمرها في ذلك ويظل الإثم يتضاعف على صاحب الرسالة إلى يوم الدين لأنه
دفع بمبلغ لهذه الشركة حتى استفادت منه ...

هم استهانوا بقيمة الرسالة وبأنها مجرد رسالة ولكنها هي تكثر وتزداد
سيئاتها حتى تصبح كالجبال وفي النهاية يصبح المصير هو الهلاك في الدنيا
والآخرة وإضاعة مال لشيء لا يستحق والمال جعله الله لنا لنستغله في شيءٍ
ينفعنا لا في رميه وسوف يحاسبك الله في مالك كيف أنفقته ؟

يقولون هو ابن عمك وكن معه وأنا أقول هو ابن عمي نعم ولكن لا أنصره في
الخطأ ... والله لو أعطوني آلافاً وطلبوا مني ترشيحه برسالة فلن أرسل ...
بماذا سوف بفيدني حينما تكثر علي فواتير الهاتف وأستلف من البنك حتى أرشحه
... تصوروا بلغ الأمر لأن يقترضوا من البنك من أجل الترشيح وهذا ما سمعته
من شخص يعرف شخص يرشحه بصورة مستمرة بأنه يستقرض من البنك حتى يستطيع
ترشيحه ...

اسرائيل تعبث وتقتل ونحن نرمي بأموالنا للطرب ... أمريكا وأتباعها يفتكون
بالعراق وشعبها ومالها ويموت أبنائها ونحن نبكي على فنان قد خرج من مثل
هذه المسابقات ...

نسأل الله الهداية لشبابنا وفتياتنا وأن يعلموا بأن هذا الأمر حرام ولا
يجوز ... فإن كان لديكم فائض من المال فتبرعوا به لأهلكم في فلسطين أو
العراق أو أفغانستان أو باكستان أو الهند أو الشيشان أو البوسنة وغيرها من
بلاد المسلمين ...

أنا لست متزمتاً ولا رجعياً ولست من أصحاب اللحى وأتمنى أن أكون منهم ولست
متديناً كغيري من الصالحين ولكنني أرى أمراً خاطئاً وأود تغييره إن كان
بإستطاعتي ذلك ...

فهل أنتم يا أخوتي وأخواتي ممن يرسلون لمثل هذه القنوات ؟؟؟

أتمنى أن نكون صريحين وأن يكون الحوار هادفاً كما تعهدنا منكم ...