peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: في بيوتنا من يتولى زمام التربية؟! الجمعة أبريل 10, 2009 8:26 am | |
| كان رائع ذاك النقاش الحاد الجاد الذي دار بين الحاضرين من أخوة وأخوات الكثير منهم متزوج ويتكلم من تجربة معاشة والقليل مازال لم يبني عشه ولكن يرفد كلامه بالواقع الاجتماعي الذي يحتك به ويعيش تفاصيله اليومية.. هذا الحوار الذي أقترب أن يكون جدلاً عندما ترتفع الأصوات بين مؤيد ومعترض ..ثم يعود ليكون نقاشاً وحواراً طيباً حين تعود الأصوات إلى الانخفاض ومعدلاتها الطبيعية وتمتزج كلمات الجد بهزل خفيف يرقق حواشي الجمل والعبارات المتداولة بين أفواه وأسماع الحاضرين .. محور النقاش كان من يتولى زمام التربية والتوجيه في بيوتنا ؟! فكانت هذه الأسئلة التي طرحت ونقشت بقوة من هو الذي يضع سياسة وأنظمة تحكم البيت وتصرفات وسلوكيات أهله ؟!
من هو الركن الأساس في مسك أمور التوجيه والإرشاد والتربية الطيبة للأولاد ..؟ ثم تفرعت هذه الأسئلة إلى أخرى ..
من هو المؤتمن على تطبيقها ..كما يريد واضعها ..؟!
ماذا يحصل عندما يخفق الذي أُتمن على تطبيقها أو خان الأمانة التي ألقيت على عاتقه متعمداً؟! وما هي المؤثرات على سير تطبيق هذه الأسس التربوية في البيت ؟! بعد أن كان هناك اختلاف وصل الحاضرين إلى أراء طيبة وأفاد بعضهم بعض في ما يرى بخصوص ما طرح من تساؤلات ...فأحببت أن انقل ما توصل له بعد جلسة عائلية رائعة ولم يكن هم متعمديها في الكلام هذا على وجهه الخصوص ولكن كما نقول الكلام يجر بعضه. ففي بيوتنا الشرقية تعودنا أن من يضع الخطوط العريضة للسياسة التي يمشي عليها معظم هذه البيوت هو الأب بشكل أساس وبمساعدة الأم ومشورتها واخذ رأيها .... أما الركن الأساس في مسك زمام التربية وبالحقيقة هو ليس ركن واحد بل ركنين أساسيين في هذا هما الأب والأم ..فلا بديل عنهما ولا بديل لأحدهما عند غياب الأخر ولا يسد فراغه ..مهما بذل الأخر من جهد لهذا ..فسيبقى هناك خلل وثغرة في نفسية الأطفال سببه فراغ حياتهم من احد هاذين الركنين الأساسيين في البيت .أو طغيان مساحة ما يشغله احد الأبوين على دور الأخر .
والكل هنا اجمع أن المؤتمن على تطبيق هذه السياسة هي الأم خليفة زوجها في بيته مملكتها وهي ملكتها ..هي من تبقى بعده ترقب هذا وتوجه ذاك من عائلتها..ويتسع هذا الدور ويتقلص بحسب فترة غياب وشدة انشغال زوجها خارج البيت .. ويلاحظ أن دور المرأة الآن أصبح اكبر في هذا وثقلت عليها أمانة ألقيت على كاهلها لانشغال زوجها في تحصيل المال وهو الآن ليس دُريهمات معدودة تكفي لجلب قوت يوم عائلته فقط ..!! لا .بل هو مال كثير يكفي لسد طلبات وحاجيات لا تنتهي, وطموح لأفراد الأسرة لا يحده مراعاة قدرات الأب المالية المحدودة وخاصة في ظل الانفتاح على أنماط من الحياة التي استوردت من وراء الحدود وبكل ما تحمل لنا من أفكار تدعوا للتشبث بكل ما في الحياة ولو على حساب أكتاف الوالد المتعبة .. وبما أن الأم هي المؤتمنة بغياب زوجها لأي سبب من الأسباب ..فعليها أن تتقي الله في رعية وضعت تحت مسؤوليتها ..فان هي فشلت أو خانت الأمانة هذه عمت الفوضى وحل الخراب في بيتها .. ولعل البعض يسأل كيف تفشل أو تخون وهي الأم ..؟! نقول عندما تخفي عن زوجها ما حصل بغيابه وتتهاون في معالجة الأمر أو أنها تستخف بما أوصاها زوجها ..وذاك لاختلاف الثقافة و البيئة الاجتماعية التي يضع الأم في وادي والأب في وادي أخر
وأخيراً إن من أهم المؤثرات الجانبية التي تؤثر على نجاح سير التربية وتطبيق السياسة التي يرتئيها الوالدين ..هي :- تدخل الأهل من غير الأب وألام في التربية والتوجيه..ويكون تدخل سلبي أيً كان دواعيه , عندها يفقد الأب والأم كلمتهما المؤثرة على أطفالهما.كتدخل الجد والجدة والأعمام والأخوال في توجيه الأولاد .وهذا يلاحظ في البيوت الكبيرة التي مازالت تحتفظ بنظام البيت الكبير المحصور في مساحة مكانية ضيقة لا تكاد تكفي للفصل بين هذه العائلات الصغيرة المتراكمة في البيت الواحد وبالتالي عجز الوالدين بان يتحررا هما نفسيهما من رقابة الأجداد , فضلاً عن حرية التصرف مع أولادهم . ومن اخطر أثار تدخل الآخرين على الأطفال وحتى العلاقة بين الزوجين أن يشعر الأطفال أن هناك من يساعدهم على التمرد بوجه الضوابط التي يحرص الوالدين في تطبيقها في بيتهما .فالكثير من الأولاد , وقد نجد حتى الزوجة تفعل هذا, يسهل عليهم العصيان وحتى الهرب من البيت إن كان هناك لهم أحضان في بيوت أخرى تحتضنهم وتطبطب على أكتافهم وبالتالي تشجع بقصد أو بغير قصد هذه النزعة للهرب والتمرد .
وكم من العائلات كان مصيرها الضياع والتشتت عندما ذهب أهلوها بطرق شتى غير طريق واحد كان عليهم جميعاً سلكه وتحمل الشيء من مصاعبه بالتكاتف والتعاون .
كذلك البيئة الاجتماعية التي تختلف عن فهم ورغبة الوالدين فيما يريدان أن يكونوا عليه أولادهما ..وخاصة عندما تكون البيئة هذه ذات احتكاك مباشر بالأولاد ..كالجيران والأقارب ..
كل هذا خرج به الإخوة والأخوات فلعل هذا يفيد بعضنا وقد يكون للآخرين في هذا الشأن رأي أخر ؟ | |
|