peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: كلام نواعم .. الجمعة أبريل 10, 2009 8:02 am | |
| الحلقة الأولى عنوسة تقول والأسى يملى ء صوتها ويختنق به ..ها قد أوشكت أن أكمل عقدي الثلاثين وقاربت على الأربعين ..علي أن أتعايش مع حقيقة كوني آنسة عانسة ..تبتسم بمرارة تطفح على وجهها الذي ما يزال يحتفظ بجمال ونظارة لا بأس بهما ..وان كنت اجزم أن الجمال ليس هي السلعة الوحيدة التي يبحث الرجال عنها في سوق النساء ..وما عرض لهن من صفات فهناك الباحث عن مال وعن جاه أو الباحث عن دين وخلق .. هذه المرأة خلوقة وطيبة فلمَِ لم يتم لها حلم أصبح بنظرها سراب ما عادت تركض وراءه جاهدة لتحقيقه بما أوتيت من وسائلها الساذجة لتحقيقه ..نصحت بتكوين علاقات طيبة مع الناس ففعلت ..والكل يشهد بشخصيتها الاجتماعية الطيبة المنفتحة بأدب على المجتمع .قيل لها اهتمي بمظهرك اهتمت حتى كادت أن تبالغ فيه بصرف مبالغ كان الأولى أن تحتفظ بها ليومها الأسود القادم لا محالة بعد أن أصبحت قاب قوسين من أن تكون وحيدة .. ففي غدها القريب سينشغل الإخوة والأخوات بإيقاع حياتهم الخاصة ولتترك لوحدها في بيت خلا من الأحبة الذين فارقوها في طرق الحياة المختلفة .. حتى أنها عمدت للسادة كما يطلق عليهم البعض وهم شلة من النصابين والدجالين .يسترزقون على مصائب الآخرين المغفلين , حاولت.. تقول هي .ولكن لا فائدة يبدو أن النصيب قدر أم يكتب لك أو لا !! تختطف منها الكلمات الأخيرة زميلة لها ..ولِمَ القدر يقع عليك فتعنسي ولا يقع على أخواتك الاثنتين التي قبلك والتي بعدك في التسلسل .؟!!.أظن هذا فيه مكر ودهاء وليس فقط قدر ..مكتوب على الجبين .. لم تملك الإجابة لهذا التساؤل الذي فتح باب نقاش أخر نخوضه نحن النساء كلما جمعتنا دائرة النقاش في بيت أو دائرة أو محل عام ..فالزواج والطلاق وغيره نكهة مجالس النساء ..المميزة.. أخرى تتكلم بعد صمت وانتظار لفرصة لتهدأ الأصوات الناعمة عندما احتدم النقاش ..صوتها الخفيض يكاد يسمع جيداً لولا بحة فيه تعسر الفهم الواضح لها ليس بالأمر السهل الذي تقضيه الواحدة منا تحت هذا الشعور الضاغط عليك من قبل مجتمع لا يرى مقياس أخر لعفتك وأنوثتك ألا بالزواج ..بل لا يكاد يرى لأحدكن درجة تفضيل على الأخريات ألا بمدى تبكيرها بالزواج ..أنها مرغوبة أن تزوجت بسن مبكر بل هي طيبة وتعب أهلها عليها بالتربية ..يقال أكيد مثل هذا , وسمعتن مثل هذا الكلام كلما جاء نصيب احدهن باكراً وحصلت القسمة تمتدح الفتاة حتى تظن أنها ملاك تقاطعها أخرى باستهزاء.. ولو عرفوا المخفي لوجدوا أنها كالماعون يولغ فيه الكلاب ..لمن هدب ودب منهم ..!! أخرى تحتج لا ليس هذا شرط ليس كل الفتيات اللواتي يتزوجن باكراً مثل ما وصفت هذا تجني على الطيبات منهن .. أي صحيح الزواج ليس مقياس وهو أن اعتبر كذلك فهو مقياس ظالم أوجده عرف لا ينظر للمرأة على أنها إنسان فيها ما فيها من الطاقات المبدعة غير الزواج والحمل والولادة والرضاع ..نظرة لا بد أن تتغير يوماً ما ترد السابقة لها بالحديث بصوتٍ منخفض يكاد يتمزق غيضاً كلام المثقفون هذا والجرايد والمنظرين لأفكار ليس لها غير أفواه تتشدق فيها ولو أتينا لهولاء الرجال أنفسهم , لوجدت لهم ومتأثرين بهذه النظرة الظالمة .الزواج يغفر الزلات ..ومهما كنت فاضلة في بيت أبيك تبقى العين عليك تنظر من الأعلى للأسفل حيث أنتي بنظرهم ,وان زادت هذه النظرة بتقديرها لك فلن تزيد عن كونها نظرة شفقة وحسرة كاذبة مغلفة بالرحمة والتأسي على شبابك الذي لم ينصفه احد, تقاطعها محدثتها.. ولِمَ تهتمين بنظرة احدهم لكن سواء كانت تعطيكن قدركن من التقدير والاعتزاز أو أنها نظرة دونية لكن ..لم نخلق فقط لهذا .فلتكن لكن غاية أخرى غيره كالعبادة والنجاح في مجالات ترغبن في الوصول لها ..استغللن فرصة الفراغ هذه لتحقيق أحلامكن أليس لكن أحلام ؟! تنظر لها بشزر احدهن ..وتبادرها بكلام ناري قبل أن تتم جملها الأخيرة أين أنتِ يا ابنتي ..من هذا العالم ..أي أحلام ..وأي نجاح ..هل نكذب ونتظاهر بغير علتنا وما نعاني منه , الأسرة اكبر حلم تسعى له المرأة لتحقيقه ...!! ثم في مجتمعنا لا ترحم المرأة فيطلق سراحها هكذا لتسعى لتحقيق أحلامها ألمؤجله ..لا بد من أُذونات للخروج والدخول ..وان يرافقها مرافق من أهل الدار وألا أصابك ما يصيب أي عاهر كلما دخلت وخرجت .. أنك تسرفين على نفسك بالتضييق وشعور الإحباط هذا وكأن العالم انتهى وكفى في هذه النقطة تحديداً ...لكِ مجال أرحب فلا تحصري نفسك بهذه الزاوية التي يحاول الآخرين حشرك فيها يا ابنتي أنا محشورة فيها أصلاً منذ ولدت هل عرفتي غيرها زاوية تنطلقين منها بأحلامك وخيالاتك ..لا ..ربينا إن نعيش فيها كقوقعة تتآكلنا ظلمتها .. أنتي لا تدركين هذا فما زلت صغيرة وأفق العمر مازال مفتوح لك لمزيد من الخيارات ..أما نحن فانتهى أو أوشك أن ينتهي وقت الأمل والانتظار ..سنكون قريباً أو أصبحت البعض منا كالشجرة الوقف في بيت أهلها تكسرت أغصانها تترك لتعاني لوحدها رمي أحجار الكلام والتجريح ووحدة لا تطاق . نحن نوسم بالعوانس افهمي يا بنتي .. | |
|