peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: تفاهات وسخافات الجمعة أبريل 10, 2009 7:13 am | |
| بداية أرجو المعذرة من استخدام كلمات في العنوان أعلاه، أدري أنها غير راقية ولا تليق بمقامكم أيها القراء الكرام، ولكن استخدمها اليوم للدخول إلى موضوع المقال وما أردت استخدامهما إلا من أجل استشعار بعض المعاني فيما سيأتي من كلام.
إن حياتنا عادية طبيعية وراقية كريمة في نفس الوقت، وما الرقي والكرامة إلا متلازمتين لفطرتنا كبشر، خلقنا الله بيديه الكريمتين ونفخ فينا من روحه. ولكن مع ذلك نأبى العيش بالمستوى الذي فطرنا الله عليه.
تجدنا وقد حولنا حياتنا إلى كم من (السخافات) أو (التفاهات) نقوم بها كل يوم، بل كل لحظة، سواء مع أنفسنا أو مع الغير. نتشاجر مع هذا، ونكره ذاك ونحسد الآخر، ونتآمر على الرابع وننتقد الخامس ونحقد على السابع، وتضيق صدورنا ولا نتقبل الآخرين، وهكذا تجدنا نسير من (سخافة) إلى أخرى.
تجد أحدنا من ضمن (التفاهات) الدنيوية اليومية التي يقوم بها بقصد أو غالباً بدون قصد، تجده وقد اعتصره الألم وارتفع ضغط دمه نتيجة توجيه انتقادات إليه من آخر أو آخرين. فيعيش أياما وليالي وهو مشغول البال لا يهدأ ولا يغمض له جفن، يحاول أن يرد الصاع صاعين والنقد نقدين، مع ما يصاحب كل ذلك من توترات وتفاعلات كيميائية بالجسد مؤذية.
حياتنا أرقى من أن ننزل بها إلى المستويات الدنيا عبر تلك (السخافات والتفاهات). لنعش حياتنا كما أرادها الخالق جل وعلا لنا. نرتقي في فكرنا وتعاملاتنا مع بعضنا البعض، لا نحقد ولا نحسد ولا نبغض ولا نسيء لأحد، وغيرها من تفاهات لا تستحق أبداً عقولنا وأبداننا أن تقع ضحية لها وتتضرر على المدى القريب أو البعيد.
ولهذا أيها القارئ الكريم، حاول أن تراجع نفسك وشريط حياتك أو بعض ما تتذكر من أحداث مرت عليك، وانظر إلى الكم الهائل من تلك التصرفات والأفعال التي نتحدث عنها، والتي قمت بها في فترة سابقة، وكيف تود الآن لو أن الأمور تعود للوراء، فتمسح ما بدر منك تجاه نفسك وغيرك من الأحياء والجماد، وتعيش في حياة من الرقي والسمو واستشعار معنى أن تكون إنساناً كريماً تحاول الابتعاد عن (سخافات وتفاهات) القول والفعل .. جرب ولن تخسر شيئاً !!
| |
|