أرفع رأسك أنت سعودي .... غيرك ينقص وأنت تزودي ......؟ !!

قصيدة يتغنى بها الشاعر .... وكأنه يسكن في فلك غير فلكنا ....!

فلماذا ينقص غيرنا ؟... ولماذا نزيد ؟... وما الدليل على ذلك ؟..... وأين الواقعية فيما نقول ونعمل ...؟ !!

أنها والله معضلة ... وأي معضلة ... أن يتم ترويج مثل هذه الأفكار الضيقة
المنظور في مجتمعاتنا العربية .... والتي تنمى بها الكثير من حجب العنصرية
... والكثير الكثير من قمم الإجحاف بحق الشعوب الأخرى .... تلك الشعوب
التي ولا شك أنها تنظر لنفسها بمنظور .... لا يجعلها أنقص منا ولا أحقر
...!

أنها والله لإنطوائية على الذات ... وقصر في النظر ... أن نبنى عقول
ونفسيات أجيالنا القادمة بهذا المنظور المشين ... وتلك المعاني الفجة ...

والعملية ليست حكرا على شاعر دون شاعر ... ولا لعربي دون عربي ... ولا لبلد عربي بعينه ...

ولو بحثت في تاريخنا العربي قبل وبعد الإسلام ... لوجدت هذا النسق من تعظيم الذات مهما إنحطت .... وتحقير الغير مهما علا شأنه ..

أنها ثقافة عربية محضة متوارثة عبر الأجيال .... يسلمها كل جيل سلف ... إلى الجيل الخلف الذي يأتي من بعده ...

فشاعر يوضح بتعالي وصلف ..

فغضّ الطرف إنك من نميرٍ .... فلا كعباً بلغت ولا كلابا

وشاعر يزيد بحماسة ..

ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا .... لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر....!

وأخر ...

ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ... ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا

ودول العالم الآخر تتبارى في الوصول إلى أفق ما بعد الآفاق ... وتتنافس
على إكتشاف مجاهل الكون ... ومعجزاته ... لتطويعها للبشرية ...

ودول مثل الباكستان والهند التي نعتقد وهما بأننا أفضل منها ..... تمتلك القوة النووية ....!!

ونحن نضل رافعي رؤوسنا عزة وفخارا !!! ....

لأن غيرنا ينقص ... وينحط ... في نظرتنا القاصرة المريضة ....!