peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: المساكين في العيد.. الخميس أبريل 09, 2009 7:48 pm | |
| يا ترى ماذا يفعل المساكين في العيد ؟! وما الذي أعدوه لاستقبال أيامه القليلة بعددها.. الكبيرة بمعانيها؟؟ هل هم كما الناس في مشاعرهم واهتماماتهم في استقباله والإعداد لأيامه الصاخبة..هل أعدوا العدة للمشاركة في مهرجان العيد بهداياه وزياراته وبهجته التي ليس كمثلها بهجة؟؟ ماذا لو قدر لنا أن نكون مساكين وفقراء ؟؟وماذا لو حاولنا أن نجرب أن نكون ولو ليوم واحد من أيام العيد , مساكين؟!ماذا لو نجرب شعورهم بالعوز والحاجة وكيف هم في هذه الأيام القلائل التي تفصلنا عن العيد..أكاد أرى احدهم وهو يفترش الأرض هماً وبؤساً لسان حاله ينطق.. عيدٌ بأي حال جئت ياعيدُ..لأمر فيك أم في الأمر تجديدٌ..!!فما لحاله النكدة وفرحة العيد التقاء ..فشظف العيش وضيق الحال أعجزه عن التهيؤ للعيد .. هل جرب احدنا أن يبات ليله غير منتظر مجيء العيد بل قد يشعر بالحرج والضيق في أنفاسه حرجاً يكاد يخنقه كلما مر بالشوارع والأسواق التي غاصت بالناس وأصوات الباعة يتعالى يدعون المارة لشراء هدايا و حاجيات العيد..فهو لا يكاد يجرؤ على النظر لما عرضوه فكيف يدخل في الصفوف ليشتري ما أعجزه الفقر عن دفع ثمنه ..الثمن الذي لا يملكه ..ولو بيع هو وعائلته في مزاد الخردة لما تمكن من دفع كلفته ..فمن هو ليثمن بسعر ثياب العيد؟! يمر في هذه الحشود متجاهل سبب تجمعاتهم هنا وهناك أمام المحال التجارية يساومون ويشترون .. فهو ليس منهم فهو من فئة المساكين.. أكان أحدنا ابن مسكين ..أو كان جار لمسكين أو حتى رفيقه في حياته..هل لاحظت رث ثيابه وبؤس حاله والتعاسة التي يطفح بها وجهه الشاحب كالأموات..أرأيت نظرات الحسرة تشع من عيونه الذابلة ؟؟ يا ترى كيف شعورهم أولاد المساكين..؟ في الليلة التي تسبق العيد ..وهم لا ينتظرون ثوب وحذاء جديد..يتباهون فيه بين أترابهم ..غداً عندما يأتي العيد .. بأي حال هم إذا ما مر رفاقهم من أمام بابهم.. وأناملهم الرقيقة تصٌر على العيدية ..ومن أين للأبوين المسكينين المال لينفقوه في هذا الترف .؟!على أي حال, عتبة الباب ستكون ملاذهم من سخرية الآخرين ..هذا حالهم منذ أن ولدوا مساكين.. أما الأم فكلها حسرة وهي تلوم نفسها أنها لم تفلح أن تختار لأولادها أب ليس بمسكين..كلها إشفاق عليهم وهم يحاصرونها بصمتهم الذي يصرخ بها متعجباً ..لما لسنا كالآخرين ..نشعر بفرحة العيد..إذ لهم هي ..غصة العيد.. أما من دائبو على الكد والشقاء بأجور يومهم فالعيد لهم مضيعة للوقت ليس ألا ..فالعيد يحسسهم بالفرق بينهم وبين الآخرين من غير فئة المساكين.. المساكين في العيد هم المساكين بغير ثوب العيد.. | |
|