¨° [ مقال .... اعجبني ] °¨!•

•!¨° [ مقال .... اعجبني ] °¨!•

كنت اليوم اطالع صحيفة عكاظ على غير العادة واذا بي اجد هذا المقال
الذي شدني من عنوانه واذا بي اقرأة من أوله الى خاتمته ......
اترككم مع المقال .....

(( نعيب غيرنا والعيب فينا ))

* نبقى مع عالم الجينات الأمريكي جيمس واتسن، الذي تعرض لنقد وشتائم مقذعة لأنه قال في مقابلة
صحفية في لندن، ان الشعوب السوداء أقل ذكاء من الشعوب البيضاء، فألغيت المحاضرات التي كان
مقررا ان يلقي بها في عدد من المؤسسات العلمية والتعليمية، وقلت إن ذلك كان معالجة لخطأ بخطأٍ
أفدح منه، بمعنى أنه كان من الأوجب إعطاؤه الفرصة لاعتلاء المنصات ثم التصدي لآرائه العنصرية
بأسلوب علمي.. ولا حاجة بي الى فهم علم الجينات كي أقول بأعلى صوت إنني أكثر ذكاء من 80%
من الأوربيين والأمريكيين.. هذا ليس غرورا بل ثقة بالنفس، بل وأقول – دون تفويض من أحد – أن
عشرات المثقفين العرب الذين أعرفهم حق المعرفة يبزون نظراءهم الغربيين، وفي جميع المواقع التي
قضيت فيها سنوات حياتي العملية كان لي زملاء أوربيون وأميركان ولم أشعر قط بأن أي واحد منهم
يتفوق علي أو على بقية زملائي من ذوي البشرات الداكنة في مجال العمل او الفهم/الإدراك العام..
ولكنني كشخص أسود البشرة لمست ممارسات استعلائية نحوي في عدد من المدن الأوربية، ولأنني
لا أكره خصلة في البشر مثل كرهي للغطرسة والتعالي على الآخرين بسبب المكانة الاجتماعية او
القبلية او العنصرية فلم يحدث قط أن قمت بتفويت أي ممارسة استعلائية نحوي.. بل قد أكون شديد
القسوة وأنا أتصدى للعنصريين.. ذات مرة كنت في قطار الأنفاق في لندن (التيوب) وكان المقعد المجاور
لي خاليا بينما بقية المقاعد ممتلئة، وجاءت عجوز مكعكعة ونظرت الى المقعد الخالي، وقالت في
سرها: الوقوف أفضل من الجلوس قرب غراب الشؤم هذا.. بعد قليل جاء شاب أبيض وجلس الى
جواري فنهضت ودعوت العجوز للجلوس مكاني، فتوجهت نحو المقعد، فما كان مني إلا ان جلست
عليه مرة أخرى، وقلت لها بصوت سمعه كل من كان في العربة سأتنازل عن مقعدي لشخص غيرك
«يستأهل» ورأيت ابتسامة الاستحسان لما قلت على وجوه كثيرة.
عنصرية الغربيين لا تحز في نفسي كثيرا، ولكن عنصرية أهلي الذين يقال إنهم لحمي ودمي تؤلمني..
أتألم للشخص العنصري لأنه في غالب الأحوال قاصر وغبي وجاهل حتى لو كان يحمل ارفع الشهادات
الأكاديمية.. والمؤسف حقا هو أننا لا نجد في أنفسنا الشجاعة للاعتراف بأن الاستعلاء العنصري والقبلي
والمناطقي متفشٍ في بلداننا، لأننا نميل الى معالجة السرطان بالأسبرين، في حين أننا نتبارى لفضح عنصرية
الأمريكان والألمان والطليان، متناسين ان أولئك لديهم قوانين رادعة ضد العنصريين، في حين ان الشرطي
في أي بلد عربي لن يقبل بلاغا يشكو فيه أحدهم من ان شخصا ما عايره بلونه او أصله أو جنسه أو قبيلته..
وبالمناسبة فإن الأفارقة يمارسون التمييز ضد ذوي البشرة الفاتحة، وفي السودان يسمونهم «الحلب» والمقصود
بها ان كل ذي لون فاتح ينتمي الى الغجر/النَّوَر.. وتسمع كلاما من شاكلة: تصدق ان فلان الحمار زوج بنته
لواحد حلبي.. ويكون معروفا لدى قائل هذا الكلام ان الشخص المقصود من أصل غير أصلهم، مش مهم،
فطالما لونه فاتح فهو حلبي! *