جــــــلــد الــــذآت ....!

جلد الذات والسادية ليست قصرا على بعض الشواذ جنسيا ...
أنها موجودة ... ولو بشكل آخر .... عند معظم العرب ...
وللإستدلال ...
أدخل لأي من الواقع الحوارية المفتوحة... العامة ... مثل موقع شبكة العربية ...!
وستجد مئات إن لم نقل آلاف من المعلقين على الأحداث السياسية والإجتماعية
والرياضية والفنية التي تحدث هنا أو هناك ... ستجدهم يتلذذون بجلد الذآت
... وتحقير النفس .... وتعميم السؤ ... وقتل الأمل ... وتعتيم الصور ...
هم هنا يتكلمون عن أنفسهم ... وعن مجتمعاتهم ... وعن دولهم .... وأديانهم ...
ورغم ذلك نجد القسوة فيما يقولون ... والعنف فيما يصفون ويعممون ...
تجدهم لا يحبون شيئ ... ولا يتفقون على شيء ...
ولا يتأملون بخير ... لبلدانهم أو مجتمعاتهم ...
ولا يرون نقطة ضوء ولو خافته في الأفق ...
سوداويين ... متشائمين ...
يفرحون بالشر ... ويتناقلونه ... بينهم بسرعة البرق ...
تشدهم أخبار الجنس والفضائح ...
ويصدرون الأحكام جزافا ...
ويقفزون إلى النتائج حثيثا ...
ويربطون بين الأحداث بغباء ...
ويعشقون التعلل بالمؤامرة ...
ويقطعون بالشك .... اليقين ...!
وينعتون بعضهم بالإلقاب المستقذرة ...
و يحقدون ويكرهون ... الكل ...
ويتمادون في سؤ الاخلاق ... ورذاله الردود ....
ويعشقون الخلافات الدينية ... ويبدعون في تصنيف وتعنيف وقتل المختلف معهم ...
وينقسمون إلى تحزبات ... تنطلق من منطلقات إقليمية ... أو قبلية ... أو مذهبية ... عمياء
ويستمرون في جلد أنفسهم ... وجلد الأخرين .... بقوة وعنف ... لا تدل إلا
على ترسبات تاريخية في الوجدان العربي ... لا يمكن أن تمحي بمرور الوقت...
بل أنها في إزدياد وتحور ... متفاقمين ...
والصورة العامة التي تظهر لك من الشكل العام لمناقشاتهم .... محبطة أيما إحباط ...
والدم .... يصل إلى الركب ....!