الإنـســـــــان ..... مـوقـف ...... وتـصـرف ....

أظلمت الدنيا في عينيه الجاحظتين ...
كانت عجلات الوقت تجري من حوله بسرعة الضوء ... وتدق مزمجرة ... كأجراس عملاقة ...
كان لا بد له من الاختيار ....
بين أمرين ...
أحلاهما ... مر ... بل أنه أكثر من المرارة ذاتها ....

كان السلاح مصوبا على جبهته ....
وكانت زوجته وأبنائه وماضيه وحاضره يصرخون في جوفه صرخات مستغيثة ....

وكانت الجدران تدور به وتتقارب ... والأرض تميد من تحت قدميه ...
لم يكون قد تعرض لمثل هذا الموقف الجلل ...
فهو لا بد أن يختار بسرعة البرق ... بين أن يكون قتيلا ...
وبين أن يكون قاتلا ....!

وحارت حيرته ...
موقف لا يحسد عليه ...
خوف ... وقشعريرة ... ورعشة ... ورجفة ... وألم ... و حيرة ....

هو لم يتخيل نفسه في يوم من الأيام يقتل دجاجة .....!
وهو يكره الدم ... ولا يحتمل رؤيته ....
هو مسالم محب للخير ... وللحياة ....

فكيف سيقتل إنسان ...؟!
كيف يكون القاضي والجلاد معا ....؟

الوضع حرج ... ولا يحتمل التفكير .... أو المماطلة ... فالرصاصة إما أن تأتي إلى رأسه المشحون بالرعب ....
وإما أن تنطلق من يده إلى كيان بشري .... أجبره على ذلك ...!

فماذا كنت ستعمل ...... لو .... لا قدر الله ... كنت .... في موقفه ......؟
وهل لك تجربة مماثلة .....؟