رجال أشباه الرجال !!!

عجيبة أنت يانفس .. كل يوم لك شأن .. مرة تكونين في العالي .. ومرات تشفق عليك حالي
في أيام الضيق تصبح الدنيا بحالها لا شيء وتجترنا الذكريات الى أماكن
بعيدة نحاول معها الإبتسام والخروج من واقع الآلم والندم .. رغم قسوة
الأيام والزمن وغدر الناس الا ان الحياة فيها مايشغل الإنسان وينسية..
فيها لحظات سعيدة لمن أراد أن يعيش السعادة .. فيها لحظات بؤس لمن عاش
البؤس وتأقلم عليه .. فيها كل شيء ونقيضه ..

...............................

تتعجب من الناس فهذا يضحك ويمرح ونفسه مرتاحه رغم الفقر وغلبة الدين وقهر
الرجال.. وذاك حزين عبوس قنطريرا رغم العز والغنى والترف .. رغم دنوا
الدنيا بحالها له .. الا انه تعيس تعاسة لا يعلمها الا الله .. يشتكي منه
أهله وخدمه والعاملين لديه..
لماذا ياترى هذا المعدوم مبتسم ينام قرير العين وهذا الغني عبوساً متجهم نومه متقطع وكأنه نائم على حافة صخرة ؟
هل نقول انها سخرية وعبث .. هل نقول ان الإنسان هو من يعود نفسه على مايحب
ويكره.. هل نقول ان الحياة أصبحت صعبة وخطرة ومن يريد أن يلعب معها لا بد
أن يستعد لها ولغيرها بالقوة .. هل نقول هذه علامات الشقى والسعادة ..هل
نقول انه الرضى بما قسمه موزع الأرزاق .. هل نقول انه الخوف من قادم
الأيام .. هل نقول انه الحذر .. هل نقول انه الرزق الحلال والآخر تغذية
النفس بالمال الحرام ..أم ماذا نقول !!

..............................

ترى انواع من الرجال
ترى السمح اللين
وترى المحب الخدوم المبتسم دوماً
وترى الرجل الصالح الوقور
وترى ذو الخلق المتواضع رغم الضيق
وهؤلاء قلة
وترى نقيض كل ذلك .. الصلب الجشع الكاذب الطماع الظالم لنفسه ولغيره
وترى بين هذا وذاك .. من تحركه المصلحة
وترى الإمعة .. الرجل الذي صاحبه من غلب .. الذي لا فائدة منه سوى انه يلبس ملابس الرجال !!!
ترى صاحبك كيف تغير عليك .. ترى أشياء عجيبة .. وامراض مزمنة .. وعلماء
بلا علم .. وفقهاء بلا فقه .. ورجال أشباه الرجال .. وترى أمراض نفسية
وهذه اخطرها .. وترى رجال تقودها النساء .. نساء هن الرجال !!

..........................

غريبة انت يادنيا .. كان الناس بالسابق اشداء على محارمهم .. اوفياء مع
جهلهم .. كرماء مع فقرهم .. متكاتفين .. لا يغدرون .. يكرموا ضيفهم .. لا
يخذلوا من لجأ اليهم .. وفوق كل ذلك لا تأخذهم بالله لومة لائم حتى لو على
ابنائهم ..
أما يومنا هذا عجباً كيف نصبح وعجباً كيف نمسي .. الإنسان أصبح بلا كرامة
.. تسوقه المادة كيفما تشاء .. تنزل به الى الحضيض ينزل معها ويومه كأنه
يوم عيد .. تقذف به بالنار تراه جداً سعيد .. انقلبت الموازين فقلبت
رؤوسنا .. غير مصدقين .. ومع ذلك لا نزال ندفن رؤوسنا بالرمال .. كالنعام
.. عجباً من هكذا عيش !!!
مشاكلنا انتشرت واسشرت وكأنها لا تعنينا .. فسادنا طغى وغطى علينا ..
انقلبت حالنا فأصبح الواحد مرتاح رغم بعده ... شقي رغم قربه ..قصص تدمي ..
والناس نيام .. ظلم ومحسوبية أكلت الأخضر واليابس .. سمعتنا بين الناس
تأرجحت ..اعلام غبي منافق .. جل همه المديح .. وتسابق على التصريح ..
وسبقه الصحفي حينما تتكشف المرأة وهمه الأول والأخير قيادة المرأة وماذا
بعد المرأة ستأتي ايضاً المرأة ولكن من طريق أخر !!! طرح المشاكل على
استحياء .. همهم الإنفتاح والديموقراطية على غرار المتحدة الأمريكية ..
وسحقاً للوهابية .. هكذا يقولون حتى لو لم يتكلمون .. يجتمعون ويخططون
بالليل والنهار ..اتراهم يحاولون انقاذ البلد من البطالة ..والقضاء على
المخدرات ..
أم تنظيف البلد من الوساطة ..
أم ردع المتسلطين ..
أم ايقاف الظالمين ..
أم كشف السارقين وطرح سؤال " من أين لك هذا " ..
لا والله فهم لا يرون ابعد من ارنبة انوفهم .. حثالة وصوليين بينهم
العلمانيين والليبراليين يجمع بعضهم الكأس ويفرقهم الخوف من الناس .. ولو
حلت مصيبة – لا قدر الله- لرئيتهم كالفئران كل غير ملبسه وحول ما سرقه
وعلى أول طيارة لأبعد مكان بالدنيا !!

وختاماً:

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل " « ان الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم » (1) « وألو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءا غدقا
» (2) « ... وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا انفسهم وجعلنا لمهلكهم موعدا »
(3)
(1) سورة الرعد : الآية (11) .
(2) سورة الجن : الآية (16) .
(3) سورة الكهف : الآية (59

وتحياتي للجميع......