كل عام والعالم على هشاشة من طين ..

هاهو
عام 2007...يلملم أطراف أيامه ...ليغادرنا تاركاً ورائه ذكريات لأحداث تغص
نفوس العراقيين في..ألمها...فماذا بعد هذا الخراب والموت.. والفقر
والتهجير ..والتشتت وضياع الهوية والقتل على الهوية... الذي يهدى لنا ونحن
على أعتاب سنة جديدة ؟!
رحل عنا عام كان العراق فيه يبتلى بشتى الابتلاءات ويمرر فيه العراقيين
على نار الفتن حتى يكاد احدهم يفتن عن يقينه بالحق وثباته في هذا العالم
الذي يثبت فشله يوم بعد يوم في أنصاف المظلومين والمضطهدين ..وفي إنقاذ
الشعوب الفقيرة من شبح الموت جوعاً وسقماً...عالم تنقسم شعوبه بمجتمعاتها
بشكل مريع إلى طبقتين لا ثالث لهما . الفقراء والأغنياء , الضعفاء
والأقوياء ..عالم أصبحت شريعة الغاب الغالبة على العقول والإفهام ,
والرويبضة تولت الحكم فيه , ومنطق أنت الجلاد والحكم منهج عدل القضاء فيه.
عام جديد يأتي لنا يحمل بين طيات أيامه الكثير من الأحداث ..ولا ندري هل
هو امتداد للشقاء الذي نعيشه نحن كعراقيين ومعنا الكثير من شعوب العالم ,
بين ظلام وفقر وقتل ومرض ..أم غداً سيكون يوماً أفضل ..؟!
هل ستبقى الإنسانية تئن تحت وطأة الخوف والمجاعة وتخنق أنفاسها الكراهية
والبغضاء ..؟! هل سيؤمن الناس أن لمخلفات مشاعر الكراهية والبغضاء والطمع
والحسد لهي أشد خطراً عليهم من مخلفات حياتهم المتمدنة وبكل أوجهها على
البيئة التي يعيشون تلوثها كل يوم ..؟!
هل سيتعظ الغزاة والطغاة من دروس العام الفائت لينتهوا عن غيهم وغرورهم
الذي تملك عقولهم وقلوبهم فأورد الناس التهلكة في حروب أتت بالخراب
والدمار على الناس , وأهلكت الحرث والنسل.
هل سينشر السلام والحب عبقهما في جو الأرض الملوث ليطهرانه من نتن الأحقاد والثأر...وتكون للرحمة فسحة كبيرة في نفوس الناس ...؟!
وان كان في ظني وظني الكثير من هم مثلنا ويعيشون ظروف القهر عينها ..أن
بيت الإنسانية الكبير أصبح على جرفٍ نهارٍ ..وأن بنيانه يتداعى شيء
فشيء..وكل يوم من زمننا هذا يُسرع في هدم لبناته المضطربة .ويأتي بأساساته
من القواعد .