حـكـايـة خـــروف ....خمس نجوم !!

يعرفه كل من يسكن ذلك الحي الراقي ...

ضابطا عسكريا ... يحمل فوق كتفه حفنة من النجوم والتيجان والمقصات ...
ويبرز على صدره الكثير من الأوسمة ...

كانت نظرته للناس ... دوما متعالية ...
كلماته ... تنبض بالشدة والزجر والأمر ... وتفرقع في آذان الكل كالسياط ...
عيناه الحادتين الغائرتين دوما تبحث عن الخلل ... منتقدة .. مكفهرة ...

الكل يخشاه ... ويحاول أن يبادره بالسلام من بعيد ... إتقاء لثورته ...

حتى في عمله ...
الجميع يخشونه ...
ويتمنون أن يشاهدوا عزرائيل .... ولا يشاهدوه منتشيا منتفخا متبخترا ....في الممرات ... أو في الإستراحة ...
لقد كان يتضايق جدا من منظر أي شخصين يتحادثان في الخفاء ... أو بالهمس ....أو يبتسمان !

كان يعرف أنه ولا بد أن يكون موضوع كلامهما ومحور همسهما وسر بسمتهما ...

الكل هنا يكرهه ...
ولكنه ...
يتمتع في كل يوم بأن يذبحهم بالأوامر على قارعة الطريق ...
فكان يتلذذ بأن يمعن في تعجيزهم بالمهام ... الشاقة التي لا تنتهي ... ولا تعقل ...
كم ... من أشخاص .... تسبب في طردهم من الخدمة ...
وكم من أشخاص ... تسبب في نقلهم من مكان عملهم ... لمنطقة حدودية ... برية .... أو صحراوية ...
وكم من أشخاص ... تسبب في تأخير ترقيتهم ...
وكم من أشخاص ... حرمهم من مزاولة تخصصهم ...
وكم من أشخاص ... تسبب في محاكمتهم ... ومعاقبتهم ... على ذنب لم يجنوه ....

ولكنه ...

أمام المسئولين الكبار ...
شخص آخر ...
لا تفارق البسمة محياه
خلوق ... متزن ... مؤدب ... حنون .... راكع ... إنقيادي ... وضيع ....

والكل يعلم أنه في منزله ........

لا يستطيع أن يرفع عينيه في عيني .... زوجته ..... الشديدة ....

زوجته التي تتعامل مع أيامها .....

وكأنها أعياد أضحى ......

فتذبحه في كل يوم ... على القبلة .... ذبح الخروف ........!!