يقولون في المثل ..... ما دآم الحساب .... دآمت الأخوة .....!

العائلة في السنين الماضية كانت مترابطة متلاحمة ....!
وفي أيامنا هذه ... زاد الشقاق ... وكثرت الخلافات بين أفراد العائلة الواحدة .... ليصل للقطيعة ... الدائمة ....
حتى أن الأخ ينكر أخاه ....!!

كان صديقي يحكي لي ... عن مأساته ....!!!

ويكمل ....

كنا نعيش في بيت واحد كبير ... وكنا لا نشعر بأن محتوياته حكرا على أحد دون الأخرين ...
كنا نقتسم اللقمة ...
كنا نتبادل الهدمة ...
كنا نحن ونشتاق لبعض ...
كنا نسهر على بعض ...
كنا نشعر بأننا مسئولين عن بعضنا ...
كنا لا نستلذ بشيئ في غياب فرد منا ....

ويستطرد ...
ومرت السنين ... البريئة التي كان للمشاعر فيها دور السيادة .....

وشعرنا بالمادة تجري بين أيدينا ...

صار لأغلبنا دخل مادي منفصل ....

وفي البداية ....
لم نكن نكترث ...
كنا نتعامل بالماديات دون حساب ...
اليوم أعطي فلان ما في يدي .... وغدا أخذ من فلتان ما جمعه ...

وفي هذه المرحلة ....
ظهر ما في النفوس من طمع ... ومن أنانية ومن حب للمال حبا جما ... ومن بخل
... ومن حرص ... ومن رغبة في الإستيلاء على مدخرات الغير ....

وصار كل منا يشعر بأن الأخرين يحاولون سلب هذا الدخل لصرفه على أنفسهم ....

دارت المادة بيننا ولم نكن نتحاسب .....

وبعد فترة ....
يأتي أحدنا لإسترداد مبلغ .... أو لطلب مساعدة .....
فيهب فيه الأخر ....
- لماذا ...؟ هل تعتقد أني مصرف ....؟
- ولكني أعطيتك في السابق ....!
- لا أتذكر .... ولا أريد أن تذكرني ....!!

ويستمر النكران ....
والحساب غير موجود ...
فتتكسر الروابط العائلية ....
وتبداء القطيعة ....
ويهجر البعض منزل العائلة الكبير .... للأبد ....
ويذهب البعض للمحاكم .... للمطالبة ببعض الحقوق .... أو بالإرث .... أو بالصرف ....

ويهمس صديقي بحسرة ....

لقد صرنا عددا كبير من البيوت والعائلات ...
وكثر أبنائنا ... وأحفادنا ...
وصدقني أننا لا نعرف بعضنا البعض .... ولو شاهد أحدنا الآخر في الشارع ... لوى وجهه للجانب البعيد .....

وينهي كلامه ...
لقد دخلت علينا المادة .... فتعاملنا معها ببساطتنا وطيبتنا القديمة ....

ولم نكن نتحاسب ........ فلم تدوم أخوتنا ........!

وأترك صاحبي .... في حيرته ... وهو يقلب صور الماضي .... ويتحسر ...............!