العـــدالة الإلـهـية ... والحقـد ................

كان من أشد الناس ضراوة .... على منهم حوله ...
كان يستخدم سلطته بإقتدار ... للإضرار بالآخرين ....
ويتلذذ بتعذيبهم ....
وكانوا جميعا يرفعون أيديهم للسماء .... بالدعاء عليه ... أناء الليل والنهار ....
بأن يرى في حياته يوما اسودا كظلمة الأيام التي أولجهم فيها ....
وكان يزهو بنفسه متبخترا ....
وهو في كامل قدرته ... وصحته .... وتسلطه ....
ويبتسم في وجوههم شذرا .... متشفيا لما يحدث لهم من مصائب يكون هو السبب فيها ....

ولكن ....

العدالة الإلهية .... لم تقف متفرجة على ما يحدث ....
فأصيب بالمرض الخبيث .... !

وأنقسم أعدائه من حوله إلى قسمين .....
قسم رفع يده للسماء .... شاكرا ممتنا ....
متشفيا بما حصل له ....!!

وقسم آخر .... أكثر إنسانية .... ورحمة
أستطاع أن يفصل بين ماضي الرجل .... وحالته الحالية ....

فلم يتشفوا فيه ....
ولم يهزأوا بما حصل له ....
بل أنهم قاموا بالسؤال عنه وعيادته .... والدعاء له .... بأن ينجيه الله من براثن المرض الخبيث ....

وهكذا هو الإنسان الحق ....
فالمرض والمصائب ... والموت ......
لا يمكن أن تكون موضع حقد وتشفي .....

وذنب الإنسان المخطئ .... سيكون يوم الحساب والجزاء .... بين يدي الرب ....

أما في الحياة الدنيا .....
فأن المصائب يمكن أن تحدث لأي منا ..... ودون سبب ... لا فرق بين زيد وعبيد ......

والإنسانية تحكم أن ننسى إساءة المسيئ ..... عندما تصيبه مصيبه ....
وأن نتسامى على غلنا وحقدنا .... وكرهنا ...

وأن نقول له ....
رفع الله الضر عنك .... وعنا .....
وكان في عونك لمواجهة مصيرك .....

ولن تجد في أعيننا إلا الرحمة والتراحم .... والشفقة .....
لأننا .... لم ... ولا .... ولن ... نعرف الحقد .................................................. ...

__________________