عندما يطغى المظهر على الجوهر ....!

ذكرني أحد الاصدقاء بمقولة أحد الشعراء الحاليين ...

أحلى من العقد لباسه ....!!
يزهى بها العقد في جيده ....!!
ألماسة .... تلبس ألماسة .....!!!!

وهو وإن كان بيتا من الأبيات التي تدل على ترف شديد ... وغنى فاحش
....يعيشه الشاعر في محيطه ... الذي لم يعد يجد نقطة للمقارنة بين محبوبته
وما يحيط بها .... إلا ذلك العقد الألماسي المتلألئ النادر الوجود ....!

فهو لا يستطيع أن يراها مقارنة مع زهرة ... أو منظر طبيعي .. أو صباح ربيعي ... أو بسمة طفل .....!

أنه لا يرى فيها إلا بريق الجواهر النادر والدرر النفيس الذي يغطي صدرها
وأطرافها .... والذي أصبحت هي ومجوهراتها متلازمتين في حياته المادية التي
يتعامل معها يوميا أكثر مما يتعامل مع الطبيعة أو مع شقشة عصفور ... أو مع
مشرق الشمس ... أو مغيبها .....!

ونعود للمعنى الذي يقصده الشاعر المترف في قصيدته ...

فهو يريد أن يقول لنا من بين ملايينه .... ما هو الأجمل ... ويسألنا أن نفتي في أيهما أجمل ...؟

وكأنه يتكلم عن نوعين من الجماد .... ويريدنا أن نقارن بينهما ...!

فهل تقاس الحلي بالكنه الداخلي للشخص .... أم بما يغلفه من قشور ...؟!

أنا هنا لست ضد الشاعر ... فقد سبقه في تاريخنا الأدبي كثير من الشعراء
الذين لم يستطيعوا نسيان ثرائهم .... أثناء مغازلة حبيباتهم ....

ولكني فقط ... أردت الحديث بصوت عالي ....

وأنا هنا أتمنى أن أسمع رأي الرجال ... والنساء على السواء في ذلك ... في عصرنا الحالي .... المادي ....

هل الجوهر كافي لنعيش به على مستوى من الإحترام الذاتي والعام ... مهما لبسنا ....؟

هل الجميلة لو أرتدت خيشا .... تضل جميلة في أعيننا ...؟
هل لازالت الجميلة جميلة حتى عند صحوتها من النوم ....؟

أم أننا صرنا نزن الناس بما يرتدون من غالي الجوهر والمعادن ..؟

ونراهم بكم ما يمتلكون ...؟

وهل تلاشى الحب الحقيقي ... لمعدن الإنسان وجوهره .... ؟

أسئلة تتبادر للذهن ...

بمجرد سماع هذا البيت ....