peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: حتى تكون مبدعا ... لا بد لك من أن تكون ... !! الخميس أبريل 09, 2009 6:29 pm | |
| في عالمنا العربي يندر وجود المبدعين ... في شتى علوم وإكتشافات وإختراعات الحياة الحديثة...
بل أن الأغلبية منا لا يعتقدون بضرورة وجود هولاء المبدعين ....!!
فطالما أنهم موجودين بكثرة في العالم المتحضر من حولنا ... وأن لدينا الثروة التي تمكننا من الحصول على إنتاجهم ....
فلماذا نقلق انفسنا بالبحث عنهم ....!!؟
وإنعدام ثقافة الإبداع العلمي موجودة في عالمنا العربي نظرا لسؤ المناهج التعليمية .. ولطغيان ثقافة الحفظ والترديد الببغاوي ... والتلاعب بالكلمات ... والتنظير بتداعيات النظريات ... فيما هو ملموس أو غيبي ... والغوص في الحروف والمعاني والتلميحات ... أكثر من مواجهة واقع الحياة المادي ومتطلباتها ... و تحدياتها ...
وإذا وجد المبدع ... المتميز ... فهذا حدث نادر الوجود ... مثل نبتة شيطانية ... لا جذع لها ولا جذور ....!
وفي هذه الحالة فإن المبدع العربي لا بد له من إختيار سبيل من ثلاثة سبل ليمر من خلالها ...
1. فالسبيل الأول ... أن يضطر (مكرها) لمغادرة بلاده العربية ... والهجرة إلى بلدان متقدمة ... تتفهم قدراته ... وتهيئ له الظروف المناسبة للإبداع ... ومواصلة نتاجه العلمي ... والتطبيقي ... والتجريبي ...
2. والسبيل الثاني ... للمبدع الذي يرفض الهجرة ... هو أن يقلب شخصيته ... ليصبح (خويا) عند أحد مسئولي الدولة .... !!
والخوي هنا بمعنى ((التابع)) ... وأن يصير جزء من بطانة المسئول ....
فيضطر (كاره)ا ... لنسب أعماله وإنجازاته ... لشخص المسئول .... (فلولا طويل العمر ... ولولا توجيهاته ... ولولا دعمه .... ولولا رؤيته ... ولولا إبداعه وسهره ونباهته وتفتق بصيرته .... ولولا ... ولولا .....)
وهنا نرى أن المسئول هو من يحصل على سمعة وبرأة أعمال هذا المبدع ... وهو من ينسب له الفضل في تحريك خلايا مخ هذا المبدع ...
حتى يصبح المبدع (سابقا) ... (خادما مطيعا) في الوقت الحالي ...
فاقدا لكل معاني الكرامة والحماسة والأمانة العلمية ... ولينضم في النهاية للبطانة المحيطة بطويل العمر ...
ومع الوقت يفقد الشعور بالتميز ... بل أنه يفقد أسس ومعطيات الإبداع ...
وتتحول معامل ومختبرات إبادعه ... لقصور مترفة ساهرة راقصة حالمة .....
ويستبدل أجهزة البحث والإختبار .... ببطاقات بنوك وسيارات فارهة و ثياب حريرية ... وأزرار من الدر .....!
ويصبح نجما تتناقله قنوات الإعلام ... بسبب أو بدون سبب ..... منافسا ... للراقصات .... والشعراء .....!!
ولا مانع في أن يستخدم بين الفينة والفينة لتلميع صورة المسئول .... كلما علاها الصداء ...
3. والسبيل الثالث هو أن يضل مصرا على إبادعه وإختراعاته وتميزه ..... ومحافظا على قدراته ... بكرامة وعزة نفس ....!
حتى يصبح بقدرة قادر ... خطرا على سياسة الدولة ... وعلى المسئولين ... ويمنع من التحرك الحر ... ومن التنويه بمنتوجه ... ويتم تهميشه ... وإنكار أعماله ... وتضييق الخناق على حريته ......
فيضطر صاغرا ... وتحت الضغط المباشر وغير المباشر ... لترك الإبداع .... والبحث عن لقمة العيش .... و المحافظة على ذاته ... وعلى اهله .... بالإنخراط في أي وظيفة روتينية تبعده عن مناطق الخطر ......
وأن يعُود عقله على الخنوع .... والنوم ... والسكينة ..... حتى ولو كان ذلك بإستخدام المهدئات .....!!!
هذا هو حال المبدعين في عالمنا العربي ....
ولا عزاء للمتخلفين ..... | |
|