هل تحسن ان تقول لا حين يراد منك قول نعم؟

على
الأرجح أنك مررت بما يعاني منه الكثير من غير حل لهذه الأفة التي اٍستشرت
فينا..ذاك ان لسانك يعقل بلجام من خجل أو وجل فلا ينطق بكلمة لا عندما ترى الأخرين ينتظرون منك نعم..
عندما يتوقع منك ان تنضم لسرب المغردين بلحن جمعي .فان حاولت ان تغرد
منفرداً عنه كان عزفك في أذان القوم نشاز ..ورد عليك باقبح القول وأفحشه
.وثكلتك امك قبل ان تبلغ حلم الرجال أن تفوهت بغير ما أرادوا منك من رد
كان لهم حق أغتصبوه منك مرغماً حتف انفك .
الويل كله والثبور لمن قال لا في عالم عصفت به كلمة نعم ..فهلك ...فنجاتك في السير تبعاً للناس ,تابعاً لهم لا متبوعاً.
فمن اراد قول لا او قالها رجم كما يرجم الزناة بما تطاله أيديهم وألسنتهم
,فردوا جرئته بأقذع الأوصاف واوجعوا قلبه جدلاً عقيماً ليثنوه عن عزمه في
المضي في سيره منفرداً عن خطاهم المعوجة.
فأن اردت السلامه كتمت انفاس الحقيقة في صدرك , وصرخت في اعماق جوفك من
غير ان تصل صرختك اعتاب شفاهك .ودع أنين الحقيقة مبحوحاً لا يكاد يفهم لذي
لبٍ. ولعلك تهذو في كثير من أوقات غفلتك بمثل ما يقال عند منابر الكلام
المفخم عن حرية الرأي وتقبل الرأي الأخر ,فهذا هذيان نفس متعبة ليس
ألا..فدعه فانت للهلاك أقرب أن اعتنقته لك عقيدة وفكراً.
وليكن عزاءك ان ليس كل ما يتمناه المرء يطلبه..! وعيشة الحملان في هذا الزمان أسلم