صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ..كيف ذاك؟!

نصلي ,نصوم , نخرج الزكاة وننفق الصدقة
ويشد الكثير منا رحاله مشتاقاً لبيت الله العتيق ..يطوف هناك ويعلن براءته
مما أقترف بجوارحه وأخرى غير الجوارح بان عليها التعب مما استخدمت فيه من
ظلم ...
يعود منا الكثير إلى دياره وكما هو في السابق ليصلي ويقيم الفروض ...جنباً إلى جنب مع اقتراف الإثم ...!!
تكثر المساجد وتزين ويزدحم فيها المصلين ...حتى تكاد تختنق الصدور بأنفاسهم ينفضون بعدها كما العقد المفروط ..مرة أخرى ...
يخرج هذا وذاك ليصطادوا عند أعتاب مسجدٍ أو في طريقٍ صدفوا فيه البعض من
بنات المسلمين الغافلات أو الساذجات أو حتى الماكرات منهن..وبطريقة أخرى
أقل جهداً وأيسر ..وأستر للخطايا ..عبر النت والجوال ...ولا تقل النساء عن
الرجال في اقتراف المعاصي وهن يلبسن الخمار أو يدثرن رؤوسهن بعمائمهن
ويرتدين من ما يسمى بالحجاب الإسلامي وما هو منه بشيء غير الاسم ..وشيء من
رسمه.

واعرف من الناس من توقف عن الذهاب للمسجد وعندما تسأله لِمَ ؟! يجيبك

وما أفعل بالذهاب للمسجد ...وحالما اخرج منه أعود لما كنت عليه , بل هناك
من يروي قصص مخجلة عن شباب أعتاد الذهاب للمسجد ..وتأدية الصلوات حين
وقتها.
ونسمع مثل هذه القصص عن بنات لا يفوتهن فرض ولا سنة ..!

ونحن وبما فيهم من كتبت هذا الكلام ..أليس فينا مثل هذا النفاق قل أو كثر
منه..؟! قد يوهم البعض نفسه فيزكي تصرفاته ويختلق الأعذار لأخطائه بل تعدت
الخطأ لتكون أثم واعتداء , لكن شمس الحق لا تغطى بغربال الكذب !
وطالما تساءلت كل مرة أعمل ذنب متعمدة أو من غير قصد ...ما فائدة توجهي في خمسة أوقات قِبِلَ البيت الحرام , وما تزال نفسي الأمارة بالسوء تأمرني فأطيع ..؟!
علينا أن نعترف أن هناك اغتراب بين الصلاة ومؤديها من المصلين . وقد يتساءل قارئٌ لهذا الكلام ..
ولِمَ يؤلمك هذا الاغتراب بين الصلاة ومؤديها وهناك ما يماثله بين عبادات أخرى ومؤديها ..؟!
فهناك اغتراب بين الصيام والصائمين ..فمن يرعى حرمة الصيام عموماً وحرمة رمضان على وجه الخصوص ؟!
ومن يحافظ على حجته ؟ فهناك من لم يتجنب الرفث والفسوق والعصيان وهو بعد عند أعتاب وادي مكة.؟!
ومن أخرج زكاة لتطهره ؟!
هناك اغتراب بين عموم العبادات والمتعبدين بها ..!!
ما دعاني لأختار الصلاة لأن الصلاة هي الميزة بين الكفر والأيمان ...بين النفاق والصدق ..هي التي قال فيها الرحمن
( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ
مَا تَصْنَعُونَ )...