فتاة الموضوع

موضوع: فتاة الموضوع الخميس أبريل 09, 2009 3:00 pm

العلاقة بين الكاتب والقارئ غالبا ما تكون مرتبطة بالعقل وحده فالكاتب
الذي يمتلك أدوات الكتابة بشكل جيد يستطيع بذلك أن يصل إلى عقول قراءه
ومنها إلى أحاسيسهم ووجدانهم وهذا أمر مفهوم حيث تحصر حواس القراء على
مشهد واحد وهو مشهد الموضوع المتاح بين أيديهم بحيث تسبح بهم أفكاره في
عوالم بعيدة ربما تنسيهم شخصية الكاتب بل يذهب الأمر أبعد من ذلك فينسون
ذواتهم بحكم أن مايقرؤنه شيئ مجدد لأفكارهم ومنشط لعقولهم خاصة عندما يكون
الموضوع جديا ومميزا ليعيد تجديد أفكارهم البالية من جديد فيخرجوا من
قراءة الموضوع وقد تغير فيهم الشيء الكثير
ومع استمرار القارئ في متابعة كاتب ما يفضله عن غيره سيجد نفسه يوما ما قد
تأثر به واتحدت نفسه مع نفسه ومن خلالها يفهم القارئ كاتبه جيدا فيسطيع
بعد ذلك أن يفسر شخصية الكاتب مهتديا إلى توجهاته ومنطلاقاته ليصل إلى رسم
الملامح الشخصية للكاتب وذلك عن طريق العقل وحده وبتوجيه من خياله المتعقل
ومعروف لدى الجميع اجتهادات بعض الرسامين والفنانين في تصوير ورسم شخصيات
أدبية عالميه كانوا في زمن لم تتوفر فيه آلات التصوير الحديثة وذلك لشدة
إعجابهم بهؤلاء وتأثرهم بهم الأمر الذي دفعهم إلى رسمهم كلوحات فنية ضمن
خزائنهم وفرائدهم الفنية
بينما الذي ينظر في بعض قراءنا اليوم يجد أن بعضهم عندما يرى اسما أنثويا
إنسدل تحته موضوع ما بغض النظر عن جودته وجماله يهرع إلى التعليق عليه
ومدحه ووصفه ونعته بأوصاف ونعوت لو نعت بها الجاحظ في زمانه لرأينا فيها
مبالغة وزيادة في حقه برأيكم لماذا؟؟ هل لأن نيته كانت سيئة فيريد أن
يغريها بقوله المعسول ليصل بعد ذلك إلى نواياه المسعورة والمتوحشة أم أنها
طبيعة ذكورية تميل إلى كل مايتصل ويرتبط بالأنثى فيشبع بذلك نزوة كلامية
وتعبيرية في نظري لو صرفت لوالدته لكان خيرا و برا مأجورا عليه بدلا من
صرفه لاسم مستعار ربما يختبئ خلفه رجل أو امرأة ليس فيها من الأنوثة
والجمال إلا ما دل عليها من علمية واسمية