بالروح بالدم .... نفديك .... يا لذيذ ..... يا أسمر ؟ّ

منذ الأزل .... وحتى يوم يبعثون ....
سيضل دوما هاجسنا .... ومطلبنا .... ومحور حياتنا ....
به نعيش .... ومن أجله نموت ....
به سادت دول وممالك .... ومن دونه بادت أمبراطوريات ....
من أجله قامت حروب ومعارك ....
وبوفرته .... إمتدت جسور محبة ... و إزدهرات حضارات وأمم ...
يعشقه الفقير ويعرف قدره ....
ويتلذذ به الغني وإن جهل قدره ....
يعرفه السياسي المحنك ... ويتمنى وفرته وقربه ورضاه ...
ويخبره المواطن .. وإن كان لا يشعر بقيمته إلا عند ندرته ...
وقود حيوي يفوق قيمة الذهب الاسود ....
ذهب .... يرخص له كل براق ونفيس ونادر ...
رمز للأمان ... والطمأنينة والسلام ... والثراء والمحبة ...
وهو ايضا رمز للحروب ... والفقر والعوز ... والقهر ...
يعيش له جل البشر جنودا مجندين ....
فمنهم من يفني عمره في جمعه وتدويره وتحسينه ...
ومنهم من يرعاه في مهده كما يرعى فلذات كبده ...
ومنهم من يرويه قبل أن بروي كبده ...
ومنهم من يلمه باكف الراحة ...
ومنهم من يسحقه بمحبة ...
ومنهم من يرطبه بعنفوان ...
ومنهم من يقارع به النيران ...
ومنهم من يتاجر به ويلملم الثروات ...
ومنهم من يصنعه بحرفيه ...
ومنهم من يتفنن في تزيينه وتجميله ...
ومنهم من يتاجر به في أصقاع المعمورة ...
ومنهم من يهدد به دولا وملوك ...
ومنهم من يؤمنه بالغالي والنفيس ...
ومنهم من يخزنه ليوم أسود ...
ومنهم من يثور من اجله ...
ومنهم من يشعل فتيل الحروب ...
ومنهم من يهجر وطنه من أجله ...
ومنهم من يحرقه خبثا ... أو يرميه في عرض البحر توازنا ...
ومنهم من لا يقدر قيمته ...
ومنهم ... من يحاول الإستغناء عنه .... ببدائل أخرى ...

ويضل هو العزيز .... اللذيذ .... المحبوب .... المرضي ....
يضل سندنا وعمادنا ...
لا حرمنا الله وجهه الحبيب ....
وجهه ... الملوح بالسمار ...
من لا نستغني عنه ....... أبدا .....

رغيف الخبز .....!