peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: حرب الشوارع الخميس أبريل 09, 2009 2:22 pm | |
| حرب الشوارع كان يوما هادئا .. لا يوجد فيه الكثير من الزبائن في القهوة وكنت أستمتع بشرب شاي مسعود الأخضر .. حتى جاءني أحد أصدقائي وقد بدت عليه ملامح الاستياء ..فقال لي
- ماذا تفعل؟
- هاه؟!! وعليكم السلام
- السلام عليكم .. ارتحت الآن؟!! .. ماذا تفعل؟
- لاشيء تقريبا .. كما ترى أنا أسترخي وأشرب الشاي
- اااااه .. أحس بملل كبير .. هيا .. هيا قم لنخرج (نتمشى).. ألم تشعر بالملل من جلوسك المتواصل في هذا المقهى؟!!
لم أشأ أن أجادله لوضوح معالم الملل في وجهه وتصرفاته فلم أجد بدا من الخروج معه .. وبينما نحن نجوب الشوارع ونتسكع بسيارته إذا بسيارة (تشطفنا) وتمر بجانبنا بسرعة عالية جدا .. فتذمرت من هذا السلوك الطائش قائلا:
- أرأيت هذا المجنون؟!! مابه؟
- لا بد أنه مستعجل
- أعوذ بالله..وما الشيء الطاريء الذي يستلزم منه كل هذه العجلة
أراد صاحبي أن يشرح لي لكن تعابير وجهه تغييرت إلى ملامح الرعب فجأة وقال
- (شوف شوف .. راح يصدم راح يصدم)!!!!
فالتفت إلى الأمام بسرعة لأشاهد مشهدا مرعبا ..
لقد توقفت الشاحنة التي كانت أمام سيارة الشاب المستعجل فجأة لترتطم بها بقوه وتدخل تحتها .. فبدأ صاحبي بالصراخ
- لا إله إلا الله .. مات!! مات!!
تقدمنا بالسيارة باتجاه الحادث فخرج صديقي لينظر مالذي حدث فإذا به يستفرغ بشده .. فخرجت لأرى ..وليتني لم أخرج .. لقد رأيت مشهدا مروعا.. رأيت الشاب الذي بالداخل وقد انشطر إلى نصفين .. في كل مرتبة قسم من جسده .. ووجدت بجانب جزئه العلوي رجل ملتزم كان يلقنه الشهاده .. وهو بحالة تقطع قلب الكافر .. فقد سالت الدماء.. وتبعثرت الأعضاء.. (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
- قل أشهد أن لا إله إلا الله
لكن الشاب كان يتخبط ويتنفض وهو ينظر إلى جسمه الممزق برعب ومن ثم بدأ يغرغر ويخرج أصوات مرعبه ثم هدأ تدريجيا ومات .. فوضع الرجل الملتزم يده على عينيه وأغمضهما .. فبدأت أنا بالبكاء والنحيب .. فتجمع علي الناس وظنوا بأني أعرفه و بدئوا بتعزيتي والتخفيف عني فاقترب مني صديقي وقال لي
- أحسن الله عزاءك .. هل تعرفه؟
- لا
- لا تعرفه؟ إذا لماذا تبكي عليه؟
- لأنه إنسان .. لأنه بشر .. لأن له عائله.. وله من ينتظره .. لأن له من يحبه ومن يشتاق إليه .. لأن له وطن قد خسره
ثم التفت إلى الجموع المتجمهرة للفرجة والتصوير بالبلوتوث وصرخت فيهم
- حتى متى تبقى شوارع مدننا ساحة حرب يتقاتل فيها الناس بالسيارات .. فتتساقط العديد والعديد من الضحايا نساء ورجال وشيوخ وأطفال .. تزهق فيها الكثير من الأرواح ظلما وغدرا .. وتزداد الأعداد الهائله من المصابين والمعوقين كل يوم .. وكل ذلك بسبب ماذا؟ .. كل هذا الهدر والقتل لماذا؟ ..
سكت الجميع وطأطأ كثير منهم رأسه فصرخت بقوة
- لأنكم لا تهتمون إلا بأنفسكم .. باستهتاركم وعدم إحساسكم بالمسؤولية والأمانة..ترملت نساء .. ويتم أطفال أبرياء.. وتقرحت أجفان أمهات ثكالى..
لم ينطق أحد منهم بأي كلمه .. فعضضت على شفتي بحسره حتى سال دمها وقلت بحرقه
- آه منكم شباب فقدوا إحساسهم .. حتى صار عقل أحدكم في قدمه التي( يدعس) بها على (دواسة البنزين!!!
| |
|