peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: الشيطان ليس الملام دائماً الخميس أبريل 09, 2009 2:15 pm | |
| غالباً ما نرمي باللائمة على الشيطان عند فعلنا للمعصية! الشيطان شماعة أخطاءنا نعلق عليها ما نقوم به من أعمال مشينة حتى صرنا نبرر كل قبيح بأن فعله خارج عن أرادتنا ولولا الشيطان لما حدث..!! لا ادري لِمَ أتذكر العالم الغربي هنا وأمريكا بشكل خاص.؟هي أيضاً شماعة نعلق عليها كل ما يحدث لنا من فقر وبؤس وانهزام ..حتى نزهنا أنفسنا من كل عيب وألصقناه بالشيطان الأكبر كما يصف الإيرانيون أمريكا! لا أنزه هنا الشيطانين من العيوب والذنوب ..ولا أنكر دورهما في مآسينا ولكن الحق يقال ..لا بد أن نعرف حقيقة مرة نحاول التملص منها لعل التشخيص والكشف عن الداء يساعدنا في إيجاد الدواء ..ذاك أن الشيطان ليس الملام دائماً ..في ما نرتكب من معاصي كما أن أمريكا ليس مصدر كل الشرور التي أصابتنا من ضعف وهوان وتخاذل. والتجربة خير برهان على ما ندعي ..في رمضان صفدت الشياطين أي سد باب الذريعة الأول والأساسي في تبريرنا لفعل المنكر من عمل الفواحش والكلام غير المرضي لله تعالى وغيره من الذنوب بالله عليكم هل نجونا من عمل السيئ في رمضان ؟! بالتأكيد لا ..بل عملناه فنظرنا للحرام وتكلمنا بالقبيح من القول ..وارتكبنا ما نهينا عنه ..لعل البعض كان حظه من الذنوب الصغائر ولعل البعض الأخر تورط إلى ما هو أخطر منها من زنا ونميمة وغيبة ,وهتك محارم وحدود الله تعالى. لم يمنعه الجو الرمضاني من ارتكاب الفواحش ..لم يمنعني شخصيا صيامي من الوقوع بما يبغضه الله منا أن نقوم به من عمل سواء في رمضان او في غيره من الشهور . يومها قلت أن النفس لأمارة بالسوء ..هنا لم يكن للشيطان دور في الغواية لفعل وقول المنكر أذاً لِمَ أعلق عيوبي على شماعة أسمها الشيطان ؟! الداء في كما هو في الكثير منا فليس الشيطان وراء كل ما نقوم به من خبيث ,قد يغري بفعل الشيء السيئ ولكن نحن من نختار الوقوع به عن رضا وقناعة حتى ولو كان هذا الرضا تم بلحظة ضعف أيماني لحظة ليس أكثر لكنها القاصمة. كما علينا أن ندرك أن ضعفنا مصدره نحن ..رضينا أن نستضعف في الأرض واستمرأنا العيش الذليل حتى ولو كان عيش مرهف رغيد كدول وأفراد نلقي على الغرب - أمريكا خاصة- باللائمة لما يحدث لنا من هزائم ..وكأننا مسلوبي الإرادة في ما يحصل ..ولا أدري هل هذا الاستلاب نعتبره ميزة لنا فنتفاخر بالإعلان عنه أم هو عار نتحاشى ذكره ..؟! بالحقيقة نحن نعترف بضعفنا ضمناً .فيكفي أن نبرأ أنفسنا كما نتوهم من قدرتنا على توجيه أرادتنا نحو الاختيار ما ندعي ونتفوه غالباً بأنه من صميم المبادئ والقيم التي نتعلق بها..هذا اعتراف فاضح بأننا عاجزون ولا نمتلك حتى شرف الاقتدار على أن نكون ما نريد. حصل ويحصل معنا دائماً أن ننزه العربي عقلاً وقلباً من الأخطاء وكأننا الملائكة وننتهج في تنزيهه كل وسيلة للف والدوران على حقيقة أننا مسئولون عن أفعالنا وليس هناك داعٍ لإيجاد البديل ليحمل مشاق الدور الأسوء لنا فنحمله تبعات هذه الأخطاء والذنوب ..فليس نحن بمنزهين من الخيانة لله تعالى والإخلال بعهوده كما فعلت الأمم الأخرى ..كما لسنا بأوفياء جداً لمبادئنا وفاءاً يمنعنا من التخلي عنها عندما تتغلب لغة المصالح على كل لغة أخرى اعتدنا التشدق بمفردتها في المجالس الخاصة والمحافل العامة.ليس الشيطان بملام عندما يركب الهوى العقل وتتغلب صرعته على العقل والمنطق فنزل كما زل أبوانا من قبل ..كما قلنا الشيطان يجعل الطريق ممكن السير فيه ويدغدغ النفس بالآمال الكبيرة والنهايات السعيدة ,ولكن نبقى نحن من ينفذ أو يحجم وأمريكا هي الأخرى ليس بمجدي ولا مرضي لنا نتخذها ذريعة لكل هفوة وكبوة كانت نتاج اجتهاداتنا الخاطئة الفكرية والسياسية وحتى احباطتنا الاجتماعية والثقافية وتخلفنا الاقتصادي وجهلنا العلمي كأفراد ودول رؤساء ومرؤوسين .أن أردنا حقاً القيام من جديد علينا أن نعلن كأفراد ومجتمعات ودول مسؤوليتنا اتجاه ما حصل ويحصل لنا وعلى المستويين الشخصي الفردي والعام الجماعي من كوارث والآ نكتفي بطي الرأس برمل الكذب فنلقي بأوساخنا على هذا وذاك من أنس وجن وننسى أننا أيضا ملامين بأخطر شيء ذاك الأتباع الأعمى للشيطانين . | |
|