peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 35 نقاط : 284714
| موضوع: استخدام فتياتنا في الكدية ..ظاهرة خطرة الأحد أبريل 05, 2009 12:55 pm | |
| ساعة القيلولة كما هي ساعة الليل المتأخرة تكاد الشوارع تخلو من المارة في بلدتي ..درجات الحرارة المرتفعة تمنع الناس من التجول وقضاء ما اعتادوه من إشغال .فيركن الناس إلى بيوتهم في ساعات الهجير هذه حتى ما بعد العصر ..وزاد من خلو الشوارع أن اليوم جمعة وعادة الناس تحب أن تقضي الساعات التي تعقب صلاة الجمعة مع الأهل والأحبة والصحب لتناول وجبة الغداء ... ولكن هناك من يرى في ساعات الراحة هذه ساعات للبحث عن القوت ولقمة العيش بل ولعله فكر أن الناس تكون في قمة تأثرها بخطب الجمعة الحماسية الداعية للإنفاق فلا ما نع لها وحتى عند ابخل الناس بتقديم البعض مما جادت به أيديهم من مالٍ قل أو كثر .. هذا ما يبدو كان في بال أم فتاة صغيرة بعثت أبنتها للتجول في هذه الساعات التي ينقبض قلبي منها ومن جوها الرتيب لتطوف على بيوت البلدة تستجدي كما أخبرت الفتاة الصغيرة به ابنة أختي التي تكاد تماثلها عمراً ما الله قاسمه .. ابنة أختي تسألني بتعجب .. شنو ما الله قاسمه خاله ؟! بالحقيقة لم اجب عليها كنت مغتمة من استخدام بناتنا للكدية ..وتعريضهن للهلاك من غير أن ينتبه احد لهن . عرفت من الفتاة الصغيرة من أي بلدة هي , لم تكن من هنا بل من محافظة أخرى وكما تدعي من آسر المهجرين.. أمها أرسلتها لتطوف وكما ادعت على بعض البيوت حصراً لتطلب البعض من المال . أحسست بالدم يغلي في عروقي ولم اصدق من كلامها الكثير , فهذه حجة طالما سمعتها من الكثير من الفتيات الصغيرات اللواتي دأبت أسرهن تلقينهن مثل هذا الكلام لكسب عطف الناس عليهن ..ومن قبل رأيت الكثير منهن يطوفن في أماكن شتى وبحجج أخرى تؤلم الخاطر ..كمثل أخي مريض أو أمي بحاجة لعملية جراحية ..أبي مقعد أو حتى ميت !!..لا يهم الأسلوب المهم النتيجة والتي عادة تكون إعطائهن النقود .أو ما تجود به يد الناس من أموال أخرى . وليس هذه المرة الوحيدة التي أرى الآسر التي مال بها الحال يرسلوا فتياتهم للكدية ..والمسألة ..بل تتكرر مثل هذه الظاهرة وتتسع في المدن الكبرى ..أرى الصغيرات يمرقن من أمام السيارات المتراكمة, عند نقطة العبور أو التفتيش ..وقد يتجولن عند المحال التجارية وموقف السيارات ومن بين الأزقة الخالية ..وحتى في العيادات يمددن أيديهن للمرضى يسألن النزر القليل من المال وبإلحاح مشين ..يعرق منه جبين المسئول - قبل جبين السائلة - الذي عادة ما يعطي المال مكرهاً , ذاك لإدراكه بان السائلة التي تكرر عليه رؤية وجهها الصغير أينما ذهب تكذب في الكثير مما تدعي حول ظروف أهلها , الذين استمرؤوا عيش الذل لبناتهن حتى صار إذلالهن طريقة للتكسب الرخيص. لا ادري كيف تاه عن بال الأم والأب الحرص على بناتهن من مخاطر الطريق والتجول فيه - هكذا من غير رقيب - بين الشباب والفتية الذين عادة ما يكن أولاء الفتيات سهلات المنال لمقاصدهم الخبيثة .ومن السهل جداً التغرير بهن. وهل فقد المال يجعل من الأهل يفقدوا الحرص على العرض ..؟! فيرخص عندهم إلى حد تعريضه للفقد بهذه الطريقة أو طرق أخرى أبشع !!فأين المؤسسات الخيرية التي تعلن عن نفسها في كل حين .. وأين ميسوري الحال مدعي الدين والورع ؟! وفي أي طريق تذهب أموالهم التي لا خير فيها أن لم تذهب لدرء مثل هذه المفاسد عن مجتمع اتخم بمثل هذه الظواهر الاجتماعية الخطرة . لا أجد أن هذه الآسر هي المسئولة الوحيدة وان كانت الأقرب للفتيات عن حمايتهن بل المجتمع بأكمله معني بالأمر ..ولنضع في الحسبان إن استخدام الفتيات في الكدية وبوقت مبكر من حياتهن وإذلالهن تمهيد مبكر لامتهانهن ما يفقدهن غداً عفتهن وكرامتهن . فما نراه هنا ألا نذر لما هو آتٍ لا محالة. | |
|