أستمع لأسئلة الصغار..!!

الكثير مما اسمعه من الأطفال في محيطي
الأسري أكيد تسمعونه بطريقة أو بأخرى من أطفالكم ..أحببت أن اجمعها لكم
وبقدر ما وسعتني ذاكرتي ..ولعلكم تتذكرون بعض من أسئلتهم التي تبدو لنا
ساذجة وغبية ولا تحتاج الكثير من الجهد للإجابة ولكن طالما حيرتنا الإجابة
وكيف نحتال عليهم لنمرر الإجابة لساحة فهمهم المتنامي من غير أن يباغتونا
بسؤال أكثر إحراج من الأول !!

وقد أحببت أن اكتبها بالعامية لكن قلت لعل البعض لا يفهم لهجتنا العامية فقربتها لكم بالفصحى
- خالتي هل كل النساء والرجال يتزوج ..؟!
- لا ..
- لِمَ ..؟!!
- الله كتب أن البعض من الرجال والنساء لا يتزوج والكثير يتزوج هكذا هو الحال ..
- ..لله الحمد حسبت أن الجميع يجب أن يتزوج ..
لم أعقب على كلام الصغيرة الذي ترك في نفسي سؤال محير أكبر.. لِمَ بنت التسع أعوام تسأل مثل هذا السؤال ؟!!!!
.................................................. ..............

- أمي أين الطفل ؟! ..تسأل شمس ذات الخمس أعوام أمها الحامل وهي تضع يدها الصغيرة على بطن أمها المكور
- في بطني ..تجيبها الأم ..وهي تتحفظ على الإجابة التي أدركت أنها لن تكون الأخيرة على سيل الأسئلة من ابنتها الفضولية
- وكيف سيخرج ..هل سيشقون بطنك بالسكين ..ليخرجوها؟
لم تجب الأم بل اكتفت بالإيماء المبهم الذي لا يعطي الطفلة إجابة واضحة بالسلب أو الإيجاب
.................................................. ...........
خاله . .من خلق الكلاب ..؟!
تسأل نور باندهاش عندما رأت عدد من الكلاب تطارد قطيع من الأغنام ..
الخالة ترد بسؤال أخر
ومن تعتقدين ؟
الصغيرة ..تحاول الإجابة بكلمات متعثرة ..ونظراتها تارة على وجه خالتها
وتارة على الكلاب التي تسابق الريح بجريها ألان وراء بعضها البعض
- ها ..اعرف من خلقها..
- من ؟
تسكت قليلاً ..ونظراتها ما زالت تدور في عيونها الجميلة ..ثم تركز
بنظراتها على عيون خالتها بشيء من التحدي الطفولي وتردد ..اعرف.. أنا اعرف

- إن كنت تعرفين اخبريني ..من خلقها ؟!
تجيب بكلمة واحدة وهي تحاول التحقق من ردة فعل الخالة إن كانت إجابتها صحيحة
- الله ..
- أي صحيح...! الله تعالى خلق الكلاب..
الطفلة مبتسمة مكررة بزهو وثقة عبارتها ....نعم اعرف الله خلقها !
الخالة لم تجب اكتفت بالابتسام وهي متعجبة من سر سؤال ابنة أختها وهي تعرف الإجابة ..
............................
- أبي ماما أختك..مثل عمه؟
- لا ليست أختي !! يجيب الأب ابنه عبود ذي الأعوام الثلاث
- أذاً لم تعيش معنا ؟! ..عبود يسأل باستغراب
- لأنها أمك ..الأب يجيب وهو يسرع بالخروج قبل أن يبادره بسؤال يحتار بالإجابة عليه
.................................................. ...................
- خالتي ما معنى منافقة ..تسال مريم بحيرة بعد أن اتهمتها أختها بالنفاق في شجارهما اليومي المعتاد.
- منافقة أن تكوني بوجهين ..الخالة ترد وهي تشك بان الصغيرة فهمت كلامها
- ما فهمت خاله ؟!
- يعني أن تتكلمين مع أختك بشكل ومع صديقتها بشكل أخر ..
- أي اكذب ..!
- النفاق مثل الكذب وأقبح .
الصغيرة تتحرك باتجاه أختها والشرر يتطاير من عيونها بعد أن فهمت ما معنى ما اتهمتها به أختها
.................................................. .....................
- أمي أين الله
- في السماء
- لمَِ لا نراه ؟!!
- عيوننا صغيرة
- عندما نكبر تكبر عيوننا ونرى الله ..أليس كذلك ..؟!
- لا لن نراه
- ولكن عيوننا ستكبر!
- تبقى عيوننا صغيرة مهما كبرنا لن تقدر ترى الله تعالى
سكت الصغير ونظراته محملة بالمزيد من الأسئلة .
.................................................. ...................
- أمي من خلق السماء ؟! تسأل الصغيرة أمها وهي تتأمل صورة علقت على الجدار ..وفيها صورة لمنظر طبيعي خلاب..
- الله تعالى خلقها
- والماء ؟
- الله تعالى
- والشجر
- الله تعالى.. الأم ترد وهي تغالب نعاسها لترد على أسئلة ابنتها المستلقية بجنبها
- ومن خلق الحجر ؟
- الله تعالى ..بنفاذ صبر تقولها الأم التي لا تدري متى تتوقف الطفلة من طرح الأسئلة التي تبدو لها ساذجة
- أمي من خلق الحائط والبيت ..؟ الله تعالى أيضاً !
- لا لم يخلقه ..بل الإنسان بنا الأبنية ..وقبل أن تباغتها الصغيرة بسؤال أخر أسكتتها قائلة لها
- الله خلق الإنسان والحيوان والنبات وكل شيء ..ألان أغمضي عينيك ولا تنظري للصور وألا لن ننام حتى الصبح.