peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: لسنا سواء في النعم ! الأحد أبريل 05, 2009 8:59 am | |
| تذكرت تعليق احد الأخوة في احد المنتديات التي اعتدت الكتابة فيها عن هموم بلدي ..واصفا حالنا نحن الذي نكتب هنا وهناك عند هذه الشبكة العنكبوتية عن هموم الناس إننا نكتب في غرف مكيفة باردة من وراء الكيبورد وهناك شعب العراق يعاني .. وكأنه كان يقصدني بهذا بعد أن قرأ مقالة لي فيها الشيء من الحماسة..يومها تبسمت بلوعة متعجبة من الوصف هذا ..وقلت لنفسي اااخ أيها الأخ الفاضل لو عرفت أين تجلس كاتبة هذه السطور؟! لأشفقت عليها..كانت حبات العرق تهطل من جبيني ..ويدي مشغولة في دق الحروف غير مبالية بمسحها حين تقترب من عيوني فيكاد ملحها يزج في عيني فيغشي الرؤية عني.. عندها فقط أتوقف لأمسحها بآلية اعتدنا عليها نحن العراقيين منذ عهود طويلة ونحن نكابد انقطاع الكهرباء وحر الصيف وبرد الشتاء من غير أن يكون لنا وسيلة لدفع الضررين . وها أنا أذوق نعمة التبريد الآلي لغرفتي من غير فتح نوافذها لرياح آب المحملة بغبار الصيف الذي لم نعدم نعمته خلال سنين القهر هذه , بعد أن أقنعني أخوتي بوضع جهاز التكييف عند نافذة غرفتي ولم يكن الأمر ترفاً بل حاجة ماسة إذ تعذر وضع جهاز تبريد أخر ألفه العراقيين ولم يعرفوا غيره لسنوات ذاك جهاز يسمى (مُبرده )..احسب أن الكثير ممن سيقرأ هذه السطور من غير العراقيين لن يدرك عن أي جهاز أتكلم ..فهذا خاص بحياة العراقيين الذين أجبرهم انقطاع الكهرباء واعتمادهم على المولدات الخاصة التي تولد فولتية محدودة لا تصلح لتشغيل أجهزة تكييف عالية الجودة متقدمة في هذا المجال أجبرهم أن تكون المبردة جهاز التكييف المفضل لهم أو بالأحرى المناسب لظروفهم الصعبة. اذكر جدي رحمه الله كان يأبى المكوث في غرفة فيها أجهزة التبريد هذه من مراوح سقفية أو مبردات ولم يكن ما يسمى ب (air condition ) معروف بعد في العراق بشكل واسع ..ولا ادري كيف كان يتحمل جسمه الرقيق حر الصيف ..اذكر انه بقى ينام في حوش بيته حتى في اشد ليالي الصيف حرارةً..متنعماً بما كان يصفه بهواء الله تعالى!! و لهذا الإصرار ميزة رائعة ..إذ بقى جسده نشط وقوي ..ولم يتعرض لألم المفاصل ولا إلى أوجاع الرأس وما شابه ..حتى عندما تعرض لنوبات الجلطة الدماغية بقى شطر جسده المشلول مرناً يتنقل به بسهولة ..قادر على أن يعينه في وضوءه لوحده من غير مساعده كبيرة له . وأنا أحاول أن أضع راسي تحت وسادتي لتحميني من برد الغرفة - المكيفة - تذكرت أوجاع الأقدام والأيدي بعد النوم في غرفة مكيفة همهمت جدي انك على حق ..هواء ربنا ارحم بعبيده ثم أخذني الخاطر الذي كاد أن يغفو عند إطلالة فجر يوم جديد ..بعيداً إلى كل من حُرم من هذا الجو المنعش - على الرغم من قسوة أن تفقده بعد انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ..فتعود لتعاني الحر مرة أخرى والأقسى من حرمانه بالمرة أن تعقد تلك المقارنة التلقائية في نفسك قسراً بين قبل وبعد !!..والإزعاج الحاصل من الانتقال بين وضعين مختلفين تماماً ,أضف إلى هذا كله تلك الإمراض التي تأتيك من تغير درجات الحرارة المفاجئ والمتكرر يومياً من رشح وزكام وغيره عندها ستدرك إننا في النعم ليس بمتساوين ..نعم هناك الكثير من الناس من يفقد ما أنت فيه من نعم وقد تتحدث عن شيء بتأفف بينما هو الأخر ينصت إليك بحيرة فيها الشيء من الحسرة ..على ما أنت فيه من حال ..وقد تراه يتمم في سره شوف البطران اشلون يحكي ؟! ..عباله كل الناس مثله في خير ونعمه..!! | |
|