peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: أين المقابل ؟؟؟ الأحد أبريل 05, 2009 8:59 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أين المقابل ....؟!
هذا المقابل الذي يسعى وراءه الجميع باذلا الأسباب مواجها للصعاب .. وأحيانا أخرى مفرطا وناسيا للحساب
فما هو المقابل ؟
المقابل :
إيجابيا : أجر مادي يستحقه الناس مقابل أعمالهم ، وقد يكون معنويا لضمان فاعليته في العمل .
يقول صلى الله عليه وسلم (( أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ))
سلبيا : أجر نطلبه ونفرضه على الغير لقاء واجبات فرضت علينا دينا وعرفا خارج مهام أعمالنا التي نستحق عليها الأجور .
وفي إطار هذه السلبية التي أصبحت نهجا للكثير إلا من رحم رب العباد تبدأ هذه الصورة في بذرة صغيره تحصد منذ نعومة الأظافر حتى تصبح بعدها مخالب لا تجيد إلا أن تنهش الآخرين في سبيل مصالحها :
الابن يطلب مقابل لقاء أداء واجباته تجاه والديه!!! مقابل (( هكذا تعود منذ الصغر ))
وهذا الابن، إنما هو الشاب والرجل والوالد المربي ، الذي تعلم كيف يكون لأداء واجباته التي فرضت عليه مقابلا.
والذي يفترض أن الأمة تنهض برجالها .. وتلك الابنة إنما هي تلك الفتاة الشابة والأم المربية فقد نشأت على نفس الاسطوانة فغدت تعزف على نفس الوتر .
وبعض من الصور المشاهدة في الحياة اليومية :
* شعوبنا مثلا لا ترفع الأذى عن الطريق فهي ليست من (( عمال النظافة )) فالواجب أن تلقي بتلك القاذورات على قارعة الطريق حتى يستطيع أن يمارس عامل النظافة عمله و إلا ما الداعي لوجوده فهو بالتالي يلاقي مقابل عمله
* وهذه حالة الراشي والمرتشي وماذا نقول عندما تصبح الرشوة ضريبة يجب أداءها لقاء ما يجب ومالا يجب ....!
*ومعروفا آخر تقدمه لا تملّ ولا تكل مَناً ولا أذى من تقديمه، فأنت دائم التذكير به، معظما فعله وما ترتب عليه من مصالح ( وتصر أن تسميه معروفا ؟)
*حتى المعروف في القول والكلمة الطيبة فلا يستحقها منك إلا فلان وفلان فليس لها أصل ثابت ولا فرعها في السماء .
صور وأمثلة كثيرة في حياتنا اليومية رغم بساطتها وعدم تكليفها علينا المشقة وهي ليست من الفخر في ذكرها ولا التذكير بها....
- و المشكلة لا تقتصر في أن تطلب مقابلا بل هي فيمن ترجو منه المقابل أيضا ؟
غريب أنك مازلت تنتظر في نفع الآخرين تقديرا وأنت لم تقصد به وجه الله فلم تزرع معروفا لكنك دائما تسأل عن الحصاد ترى أي نوع من الثمار ستحصد ؟
و نسيت إنّ لكل عمل حساب وأن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
وأن الحسنة عند الله بعشرة أمثالها هذا النوع من المقابل لن يشعرك بالمذلة فأنت تؤدي واجبا جزاءه عند الله ولن يبعث في نفسك التذمر فهذا المعروف تقدمه لله ولا تطلب مقابلا من أحد فأنت ترجوه من الله وعليك هنا أن تزين تلك الأعمال بالإخلاص وترقب من الله نعيم لا يزول ورضا دائما لا يحول بينك وبين ما تتمناه
ـ وسؤال يطرح نفسه كما أنك تسعى وراء المقابل لا بد أن هناك مقابلا يرجى منك ...؟
فكم مقابلا قدمته لقاء صحتك التي شملت بصرك وسمعك وحركتك ....الخ من نعيم الصحة فقط
هل شعرت بهذه النعم هل أديت حقها أمام الله ؟
وما أعظم هذا المقابل إنه بالرغم من ذلك من الله لك فأن شكرت فلنفسك وأن حمدت فلنفسك (( فما أهون ما تعمله وتطلب له مقابلا ))(( وما أعظم ما نحصل عليه وأهون ما نقدمه من مقابل ))
فأين المقابل أيها المسلم الذي تقدمه لنفسك .. فالله لا ينتظر منك جزاء ولا شكورا وهو الغني , وأنت الفقير إليه .
فليتنا نتعلم كيف نعمل لله والأجر على الله .
| |
|