شــــــــــوارع عــــربــيــــة ... كـيـف تـعــرفـهـا . . . . !

عندما تشاهد بعض المناظر المعتادة التي سبق لك رؤيتها .... لا تشعر بالغربة ...

وتعرف أنك تجول في مكان مالوف معلوم لديك ..!

فتتذكره ولا تعود تنكره ...

وتحدده وأعينك مغلقة ....

فرؤية الورد يدل على أنك في الحديقة ...

والبيوت الشاهقة تدل على أنك لست في الصحراء .....

والسيارات المتحركة أي أنك في مكان مأهول بالبشر ...

وقس على ذلك بقية المناظر التي تشاهدها بشكل يومي ... روتيني ... ولا تعود
ترى ما فيها من عيوب ... لأنك وبكل بساطة تعودت عليها .... وشعرت أنها هي
الصحيحة ... وان سواها هو النشاز ....!

وأنا هنا سأذكر لكم وأذكركم ببعض المناظر التي تعودناها ... وألفناها ...
حيث أنها تدلنا دلالة واضحة على أننا نتجول في شارع عربي ...!

فإذا شاهدت البائعين المتجولين يحتلون أفضل النواصي والزوايا وسط كومة من مخلفاتهم العفنة ... إذن أنت في شارع عربي ...!

وإذا رايت شرطيا نائما تحت شجرة في سيارته .... لأنه لم يتمكن من النوم قبل قدومه للعمل .... إذن أنت في شارع عربي

وإذا رايت سيارة الشرطة تقف في موقف خاطئ ... والشرطي نازلا ببدلته يشتري قهوته .... إذن أنت في شارع عربي

وإذا شاهدت سيارة فخمة وبها رجل محترم ينقر أنفه بأصابعة ويقذف بالبواقي يمنة ويسرة ... إذن أنت في شارع عربي ...!

وإذا رايت سائقا يبصق بكل الالوان من نافذة سيارته .... إذن أنت في شارع عربي

وإذا شاهدت سائقا يرمي من النافذة زبالته وأعقاب سجائره .... إذن ...

وإذا رأيت سائقا متهور لا يحترم اي علامة أو إشارة مرورية .... يسوق بصورة حلزونية ..... إذن ...

وإذا شاهدت سائقا يتحدث في الهاتف النقال ... ويرفع قدمه خلف مقود السيارة .... وهومسرع .... إذن ....

وإذا رأيت سائقا يحاوول الدخول من ناحية اليسار ليقف في نهاية اليمين ... إذن ...

وإذا شاهدت ممرات المشاة .. محتلة بعجلات السيارات المستعجلة ... إذن أنت في شارع عربي

وإذا رايت السيارات تقف في المواقف حول الارصفة بعشوائية وعدم نظام .... إذن ...

وإذا شاهدت من خلفك سائق متهور عابث ينطلق كالرصاصة المتموجة بين الصفوف ولا أحد يردعه ...... إذن ...

وإذا رايت سائقا لا يرتدي الحزام إلا عند نقاط التفتيش ...إذن ....

وإذا شاهدت طفلا يقود سيارة ... وأضعا مخدتين تحته .... إذن ...

وإذا رايت ناقلة تنفث في الجو غبار ديزلها ... وسمومها ... دون رادع .... إذن ....

وإذا شاهدت سيارة تعتلي الرصيف لتعبر للشارع الموازي .... إذن ...

وإذا رأيت جمهرة تمنع الإسعاف عن الوصول لمكان الحادث .... إذن ....

وإذا شاهدت سيارة الشرطة أو الإسعاف تعجز عن تعدي السيارات .... رغم ضجيج إنذاراتها ..... إذن ..

وإذا صمت أذانيك من اصوات زمامير السيارات .... إذن ...

وإذا رأيت وسمعت .................... كل أو بعض ذلك ...

فلا تتألم ...

ووسع صدرك ....

وتذكر فقط انك في خطر عظيم !!

أنت فقط في منطقة خطر على نفسك ... وعلى عاداتك .... وعلى ثقافتك .... وعلى ما تعلمته ..... طوال حياتك .....

ولكن لا تدع مجالا للتعجب ...

ولا تستغرب .....

فقط تذكر أنك تسير في شارع من شوارع الدول العربية ......