كــلــنـا نـسـتـطـيـع أن نـــفـتـي .....!

الإجتهاد في الدين أصبح شيئا من الماضي ...
ولا يجوز لأحد أن يخوض فيه مهما كانت خلفيته الدينية أو الثقافية ...!
وهذا نا تج عن أمرين ...
الأول:
إن من سبقونا طوال الأربعة عشر قرنا الماضية قد أشبعونا من الإجتهادات حتى
أنك تجد أكثر الأمور تحتمل جميع الأضداد .... !! وكلها تأتي بإستدلالات من
أحاديث صحيحة أو حسنة أو ضعيفة ...!
الثاني:
أن الدين السياسي قد جعل كثيرا من الإجتهادات تأخذ مكانها بقوة ... في بعض
العصور ... من أجل إرضاء سياسي معين ... أو خذلان أعدائه ... أو كلاهما ..
لذلك فالإجتهاد موقوف بإجماع الجميع ......!
رغم أن الحياة المتسارعة المتغيرة من حولنا تحتاج دوما إلى نوع من الإجتهاد لتفهم وهضم الجديد ... وعدم التقوقع في شرنقة الماضي ...

وعلى العكس من ذلك ...

فإن الإفتاء مصاب بمرض سرطاني سريع التضخم والإنشطار والإنتشار بيننا ...

الإفتاء صار شغلة من لا عمل له ...
فنسمع الفتاوي على لسان المذيعين والصحفيين ... والمشايخ ... والفنانين ... وعموم المفكرين ....!
الكل يفتي ... ويدافع عن فتواه بأنه لم يخترعها ... وبأنها موجودة أصلا في التراث المكتوب في كتب الأولين ...!

وهذا حقيقة ... شيئ صحيح ...
فلم نسمع عن شخص أفتى بفتوى ليست قديمة ... ومونة بالتراث ...
ولكن كثرة ومدى غرابة الفتاوي ... تجعلنا نشق ما تبقى من هدومنا ... ونندهش ...
فمن رضاعة للكبير ....
إلى جواز السحر ...
إلى الزواج من الجن ...
إلى التبرك ببول الرسول ...
إلى لحس المرأة لصديد زوجها ...
إلى تزويج الأطفال ..
و... و... وغيرها كثير كثير مما يخالف العقل ... والفطرة البشرية ... ويدعو للحيرة ...
بل إنه يدعو للإساءة المباشرة للدين ...
ويجعلنا عرضة لسخرية الأمم الأخرى ...

وقال البعض ..
لن نأخذ بالفتاوي إلا إن صدرت من هيئة الإفتاء ...
ولكن ... وللأسف الشديد أن الهيئة لم تلتزم بالجماعية والمنطقية فيما تفتي به .... !
وكان أخرها الفتوى بجواز قتل أهل القنوات الفضائية التي تدعي للمجون ...!
وهذا كلام خطير ...
إذا ما أخذ على أنه كلام مسئول يتيح للشباب المتهور بأن يعيدونا إلى الغاب
... ويقومون بتنفيذ ذلك دون محاكمة شرعية ... ودون سماع أقوال الخصوم ...
ودون تروي وبصيرة ...
أنه مدعاة للإرهاب والفوضى والخروج على قانون الدول ...

فما نعرفه بأن هيئة الإفتاء يجب أن تكون جهة إستشارية للحاكم ....
وليست جهة تنفيذية ....!
أي أنها ترفع بتوصياتها للحاكم .... فأما أن يأخذ بها أو يرفضها ...
ولكن ما حدث في اليومين الماضيين ... أن قام كل فرد بالهيئة بالفتوى من
جهته ... دون جماعية ... ودون التحفظ على الفتوى حتى تقر من الحاكم ...

ولذلك حدثت هذه الفوضى العارمة ...
وصار الجميع يتندر بما سمع من فتاوي ...
والخطير جدا في هذه الفتوى ...
أنها تستهين بالأنفس البشرية التي خلقها الله وكفل لها الحرية والحياة ...
وتستهين بسفك الدم ... رغم أنه أكبر جرم يقدم عليه الإنسان ...
وتحرض الشباب على القتل ...

وهذا مشابه لما قام به أعضاء القاعدة ... بالضبط ....
حيث وجدوا فتوى تبيح لهم دماء البشر .... لمجرد أنهم على دين أو مذهب مختلف ....
وهذا كله يحدث ... بعد نهاية القرن الرابع عشر للهجرة .....!
وفي عصر تتسابق فيه الأمم للعلوم والمعارف ....
ونحن نعيد الماضي ونستعيده .... بخيره وشره ....
ونقع في نفس الحفر التي وقع فيها أسلافنا من قبل ...
من تسييس للدين ...
حسب الظروف ....
الأنية ...
فلا حول ولا قوة إلا بالله








__________________