peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: قرشك الأبيض ليومك الأسود الأحد أبريل 05, 2009 8:31 am | |
| باستمرار، يكون اللون الأبيض هو اللون المفضل على اللون الأسود، وباستمرار يكون الضوء أرجح كفة على الظلام، ويأخذ كناية ورمزا لانتهاء مرحلة أو فترة أو عصر من البؤس والضنك وحدوث الفرج.
قد يكون في تلك النظرة جانب عنصري، يرجح لونا على لون، ويهمل أي دور إيجابي للون الأسود أو القاتم. فلن يتذكر من يقرر أرجحية اللون الأبيض ذلك الفضل للون الأسود، فالنوم في الليل أكثر فائدة من اللون في النهار، والتعتيم لخشب الأشجار يدفع تكوين (الكالوس) الذي يسبق نمو الجذور ويكون شرطا لها لأن يحدث ويقوم بدوره. ولولا اللون الأسود لتساوت الأوراق البيضاء بصفائها ولما كتب عليها فكرا وعلما وأدبا باللون القاتم.
القرش الأبيض، ليس المقصود هنا ـ بطبيعة الحال ـ سمك القرش الأبيض القاتل، بل القرش المقصود هو وحدة النقد الصغيرة وما يعني تجميعه وادخاره ليوم يحتاجه فيه من قام بالادخار.
كانت قروش الأمس تبدو ملساء ناعمة، من كثر ما يتعلق بها طرفا البيع والشراء، فالمشتري يتمسك بها بقوة بأصابعه والبائع يحاول شدها واستخلاصها من بين أصابع من يدفع بها، حتى تختفي مع الزمن بروز الخطوط والنتوءات التي تزين وجهيها.
هذا في الماضي، عندما كان للقرش قيمة، تبرز من العمل والجهد الذي بذله صاحبه حتى حصل على ذلك القرش. أما في الوقت الحاضر فالصورة مختلفة كثيرا، فالقروش كثيرة ولا قيمة لها، حتى كاد الناس ينسون شكل القرش، وأصبحت البنوك المركزية لا تقوم بصكه.
في الأمس، مررت من أحد الشوارع، فرأيت جمهرة من الناس بالمئات إن لم يكن بالآلاف، يملئون الشارع ويرابط جنبهم قوات من شرطة مكافحة الشغب، وقد علمت السبب قبل أن أدخل الشارع.
سألت أحد الواقفين من الناس: ماذا يوزعون هنا؟ نظر إلي بسخرية: وأجاب بعينيه دون أن ينطق بشيء! سألت الآخر: ماذا يوزعون هنا فلم يجب الآخر، ولكن الثالث أراد أن ينهي حيرتي ـ من باب الشفقة ـ فقال: هناك مكتب للبورصة نصب على هؤلاء بقيمة 300 مليون دولار وانهزم، فجاء وكيل له ليخدر هؤلاء. ويبدو أن من شرح لي هو أحد ضحايا مكتب النصب.
التفت إلى من أجاب وقلت: (يستاهلون) الله لا يردهم! لماذا لا يزرعون عدسا بدل تلك المضاربة التعيسة؟
قال لي من شرح ويبدو أنه تندم على شرحه لي: عمي أنت (فسقان) .. فقلت له: لا والله أنت وهؤلاء (فسقانين) تريدون ربحا دون عمل، وتريدون طعاما دون أن تبذلوا جهدا، فبعث الله لكم من يحاول إيقاظكم.
| |
|