peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: يا أهل الجيل الحالي ... صدقوني .... زمانكم أفضل زمان ... السبت أبريل 04, 2009 10:10 pm | |
| الماضي في العرف دوما جميل مهما كانت مصاعب أيامه أو هموم لياليه ... أو مساوئه ... أو شروره ..
وفي كل عام يزورنا رمضان ... هذا الشهر الملئي بالخيرات والمحبة والتواد والروحاني ..... ونسمر في ليالينا .... ونتذكر الماضي ...
الوالدين يريان أن أيامهما كانت أفضل وأهداء وأكثر روحانية ... وأكثر توادا بين الجيران والأهل ... وأكثر سترا وسعادة منزلية ... ويذكرون قصص عديدة تؤيد رأيهم وتبينه ...
والأجداد يرون عكس ذلك .... فإن أيامهم كانت الأفضل بدون نقاش .... وأنها لا تقارن بما حصل في أيام الوالدين .... من قلة وجذب في أواصر التراحم ... ونقص في الرحمة والألفة .... وإنعدام في الروحانية ...
وطبعا يشار إلى أن الزمن الحالي على أنه زمن الشر و التفاهة ... والجيل الجديد على أنه ... قليل خير ... ومنعدم التراحم ... ولا يؤمن بالجيرة .... ولا يدعم روحانية هذا الشهر .... خصوصا مع قنوات التلفزيون المتعددة ... ومع التحورات الإجتماعية العنيفة التي تشكل هذا الجيل ... ومع سائل الترفيه المتواجدة والإنفتاح الشديد على الغرب .... وو ... إلخ
ولكن ... أنا أعتقد ان العملية سرمدية .... منذ سيدنا أدم ... وحتى يومنا لا أب يعترف بأن أبنائه خير منه ... ولا أن أيامهم أفضل من أيامه ... الكل يصور لنفسه .... ويتصور أن أيامه هي الأفضل .... وأن أبنائه قد شذوا عن الطور ... وهجروا إنسانيتهم وروحانيتهم ... وتناسوا وصلهم للأهل والجار والصديق ... ومساعدتهم للعاجز والفقير ...
وهذا غبر منطقي ... فالخير موجود في كل عصر وزمان .... وأهل الخير .... قد يأتون من صلب شرير ... والخير موجود بالدنيا ما دامت العقول تفكر ... والقلوب تنبض .... الإنسان .... دوما ينسى ما يفعله من الشر في صغره ..... ويحذفه من ذاكرته ... ويتذكر ... ويتفاخر أمام ابنائه فقط بالخير .... والخصال الحميدة ...
والمنطق يقول أنه لا يوجد ملائكة بيننا ... والإنسان يخطئ .... ويتوب ... ولا يمكن أن يكون الجد .... في طفولته ... بنفس عقليته الحالية ... ولا بنفس قلبه الذي يعيش به في أواخر عمره .... الجميع في طفولتهم جربوا الخطأ ... والشر ... ولو بنسبة بسيطة ... وقطعوا وصلا ... ولم يكملوا الصوم في يوم معين .... ونسيوا صلاة معينة ... وتكلموا بكلام غير لائق ... وغضبوا من الكبير ... ولم يحترموه .... ولم يزوروا مريض ... ولم يساعدوا عاجز .... ولكن ... عندما تسألهم في كبرهم .... ينكرون كل ذلك ... وكأنهم عاشوا ... ملائكة .... بلا خطيئة ... لذلك ... فهم لا يعجبهم الحاضر.... ولا المستقبل ودوما يرون الأمور الآنية بإجحاف .... لا ينظرون لمجالات الخير ... التي يتمتع بها الصغار من أهل الجيل الحالي ... ولا يشجعونهم على الزيادة منه ... ودوما يشعرونهم بأنهم مقصرون .... وعلى خطأ ...
كلمة حق اقولها لأهل هذا الجيل ... لا تهتموا بكل ما تسمعون من الكبار من تعذيل وتكسير للمجاديف ... الخير موجود بالدنيا طوال الوقت ... وسوف يأتي يوما ... ترون أن زمانكم كان أفضل من غيركم ... فقط .... أستمتعوا بأيامكم .... وأزرعوا فيها من الخير قدر ما تستطيعون ... ودعوا الكبار يتذكرون ماضيهم ويبكون على أطلاله ... وعيشوا زمانكم .... فأنتم أب وأم الغد ... وأيام طفولتكم جميلة مليئة بالبرأة والخير ... ولستم الملومين على ما يحدث فيها إجتماعيا ... وسوف يأتي لكم رمضان قادم .... وتتذكرون كميات الخير العظيمة التي كانت موجودة بايامكم ... فقط أستغلوها ... ولا تتحسروا .... وتظنوا أنكم جيل خسران ..........
وكل رمضان وانتم بالف خير | |
|