صرخة ذوي الاحتياجات " المهضومة " بين الألم و الأمل !!

تنهدتُ تنهيدة فرح و ارتياح بـ خبر ولادة امرأتي ، ما أجمل شعور كونكـ أب

تحمل طفلاً بين يديك ..

ما أجمل أن تكون كلمة ( بابا ) أول كلمة ينطق بها طفلك ، و كم تزداد فرحتك

حين يستقبلك بعد عودتك من العمل بعبارة ( اشتقت إليك يا بابا ) ..

لكن كل هذا لن يحدث فـ طفلي ليس كـ بقية الأطفال ، طفلي لن يستطيع قول ( بابا )

ولن يستطيع أن يحتوني بـ يديه الصغيرتين !

طفلي نكرة !

لا مكان له بيننا ، كم أريد التخلص منه بأية طريقة ، و كم من مرة تعرضت لـ الإحراج

بـ سببه ، أتعلمون لـ ماذا ؟

لأنه معاق ، ما أقساها من كلمة لم أكن أعلم حقيقة ما معنى أن يكون ابنك معاق !

كم سخرت من المعاقين ، و كم استهترت بـ شعورهم !

كم من مرة تجاهلت وجودهم ، و حان الآن الوقت الذي يتجاهلون فيه ابني و أنا من ضمنهم !

صدق من قال ( دوام الحال من المحال )

.......

هذا واحد من الأمثلة الموجودة بيننا و لـ الأسف بكثرة ، فـ كم من طفل وُجد عند أبواب

المساجد ؟ وفي قارعة الطرق ؟!

كم من طفل واجه الحياة بـ قسوة و لـ وحدة ؟

كم من شخص تنكر له أعز الناس له ؟! و حاول الانتحار بـ سببهم ؟

و كأن العيب عيبه ، وكأنه هو من جعل من نفسه معاقاً !!

،،

عجباً لـ أولئك الذي يدّعون محبة الله و رسوله ، و يحتقرون فئة من خلقه !

كيف لا وهم يتجاهلون ذوي الاحتياجات الخاصة و يبخصون في حقوقهم ، و نسوا أن

الخالق لا يخلق أحداً إلا بـ حكمة منه تعالى ..

و أن الله - عز و جل - لا يوجد شيئاً من العدم ، فـ ما أكثر من غيروا في حياتنا ، وهم من ذوي

الاحتياجات الخاصة ! و مثال على ذلك البطل الكويتي ( طارق محمد القلاف ) الذي حطم قيود

الإعاقة ونال في شهر يوليو 2002 سيف الشرف لأحسن لاعب في العالم ..

وقبله ( ابن الأثير ) ألف كتابه " جامع الأصول و النهاية " وهو مصاب بـ الشلل !

،

أما زلنا نسمي هؤلاء ( معاقون ) رغم كل هذا الإنجاز ؟

إن الإعاقة الحقيقة هي عندما تصدق أنك معاق ..

..

__________________

صرخة ذوي الاحتياجات " المهضومة " بين الألم و الأمل !! Azoz%20%2894%29