في مقال رائع ومن أجمل ما قرأت وجدت كلمات طيبة جدا عن شيء يكاد يفقدفي عالمنا العربي عامة و الجزائري خاصة .....
هو مقال للدكتور الداعية عائض القرني فإليكموه :
***************
دعانا الكتاب والسنَّة إلى الحواروإلى الجدال بالتي هي أحسن؛ ليفهم بعضنا
بعضا، ونُفهِم الآخرين، ونفهم منهم،والحوار هو الطريق الأرحب للإقناع
وإزالة الشُّبه، وبناء الحقائق، وغرس البراهين،وأمَّةٌ ليس عندها حِوار،
أمَّةٌ مسيطرة مستبدة مغلقة، لن يفهم منها أحد، ولن تفهم من أحد، وعلينا
أن نربي أبناءنا على الحوار، وعلى سماع الرأي الآخر، بأريحية، وعدم تشنُّج
وانفعال، وعدم اتخاذ موقف مسبق رافض مغْضَبْ؛ لأن السيطرة تكونت معنا، من
نشأتنا الأولى في بيوتنا ومدارسنا، فالأبُ في بيته في الغالب الحجَّاج بن
يوسف،ومدير المدرسة يغلب عليه حبُّ النفوذ على من تحت يده، والمدير فرحٌ
مسرور، لأن الله مكَّنه من رقاب الموظفين، وهكذا ..
لقد اختُصِرت حياتنا في رأيٍ واحد، لايقبل المناقشة، ولا يُسأل عما يفعل
وهم يسألون، فعلينا إعادة تدريس مادة الحوار فيمدارسنا وبيوتنا، ومساجدنا،
وإعلامنا، فنحن في الصف الأول في مدرسة الحوار، وإذاأحسنَّا اللياقة في
تعلُّم هذه المادة، فسوف ننجح إلى الصف الثاني، وإن رسبنا،وعضَّ بعضنا
بعضاً، فإن المدرسة سوف تُغلَق، ويُسرَّح الطلاب إلى بيوت أمهاتهم.
إن القرآن يمنعنا من الاستفراد بالرأي، والإعجاب بالنفس (ما أُريكم إلا
ماأرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فيا أيها الإخوة قبل أن نتضارب،
ونتصارع، تعالوانتحاور، ولا يجعل أحدنا عقله نبيّاً معصوماً، ولا يجعل
كلامه وحياً منـزلاً، فكلنانأكل الطعام، ونمشي في الأسواق، والحقُّ ضالَّة
منشودة، يجدها من بحث عنها بعقل طاهر، وضمير حي، ونفسٍ مشرقة، أما البليد
العنيد الرعديد القوي الشديد، فلن يحصل إلا على تجهُّم الوجه، وانقباض
الجبهة، وغضب القلب، وفي الأخير يفقد الحقَّ والحقيقة، ويستعدي الخليقة