peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: نبتة الإبداع تكره بيئتها في بلادنا السبت أبريل 04, 2009 4:05 pm | |
| نبتة الإبداع تكره بيئتها
هناك نباتات تكره مجاورة نباتات أخرى، فنبات القمح لا يحب نبات القطن، ونبات الطماطم يكره نبات التبغ، وإن تمت زراعة نباتات في بيئة سبق زراعة نبات يكرهه النبات المزروع، خرج النبات المزروع عليلا وثمره سيء. والزراع الذين يفهمون تلك العلاقة يتجنبون زراعة نبات بعد نبات لا يطيقه.
كما أن لبيئة الزراعة علاقة بالمواسم، والطقس، فيخرج البدو وسكان البراري يبحثون عن ثمرة (الكمأة) اللذيذة بعد موسم مليء ب (الرعود)، ويجدون ما يبحثون عنه بكثرة. وتخرج النسوة الريفيات يبحثن عن نباتات الربيع لتذوقها أو للاحتفاظ بها للتطبب.
في بلادنا، يعيش مبدعون منسيين لا أحد يهتم بهم أو يحثهم على الإبداع ليستفيد المجتمع من علمهم واختراعهم، وإن هاجروا لبلاد تهتم بشأنهم، كثرت اختراعاتهم و ذاع صيتهم، ويذكرون أصولهم على استحياء.
في القرون الأربعة الأولى الهجرية، كانت البلاد تزدحم بالمبدعين فيستطيع من يبحث أن يجد عشرات الفلكيين يعاصرون عشرات علماء الرياضيات والطب والحديث والنحو، ويجد عشرات العمالقة من الشعراء في آن واحد وهم في كثرتهم ككثرة (الكمأة) في مواسم (الرعود). وفي أيامنا نشتهي أن نتعرف على مبدع تضاهي إبداعاته ما يفعله أمثاله في بلدان أخرى حتى لو كانت الهند.
يقولون: الطلقة تقتل إذا خرجت من سلاحها الخاص، فطلقة الكلاشنكوف تقتل إذا وضعت في كلاشنكوف ولا تقتل أو حتى تخرج من بندقية م 16 الأمريكية. فهل يا ترى العيب في العتاد أم العيب في السلاح؟ أم أن نبتات بلادنا على علاقة سيئة مع بيئتها؟
| |
|