peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: كبت المرأة أحدث لها فجوة في فهم واقع الحياة السبت أبريل 04, 2009 3:18 pm | |
| المرأة اليوم تعي مكانتها وقدراتها على الإنجاز، فهي تسعى لدعم مركزها كامرأة لها كيانها الذاتي وشخصيتها المستقلة، لذلك المرأة العصرية أصرت على الحصول على حقوقها رغم العوائق والحواجز التي تحيط بها. تختلف المرأة العصرية عن المرأة التقليدية من حيث الاهتمامات والسلوكيات الفردية والاجتماعية، لذا نجد أن المرأة العصرية نبذت كثيرا من الأفكار القديمة والأفكار الخاطئة عن مفهوم المرأة واستبدلتها بالطموح والعمل والثقافة والتعليم، لذلك تتصف المرأة العصرية بالثقة والطموح الذي جعلها تشارك الرجل المهن والأعمال في بناء وتطوير المجتمع واكتسابها المهن والأعمال زادها قوة في العطاء والإنجاز وجعلها تعتمد على قدرتها الفعلية بحيث استطاعت أن تعبر عن آرائها بجرأة وأكثر ثقة من المرأة التقليدية التي خضعت للقيود المفروضة عليها من جهة الأهل ومن ثم جهة الزوج. ومازالت المرأة التقليدية متمسكة بالأفكار السائدة عن المرأة الضعيفة المسكينة التي تضحي بحقوقها وطموحاتها من أجل إرضاء زوجها ومجتمعها، وتحرص المرأة التقليدية على عدم الخروج من العادات والتقاليد التي نشأت وتربت عليها لكيلا تصبح منبوذة عند مجتمعها. مازالت المرأة تعاني في المجتمعات التقليدية القيود والحرمان منذ طفولتها حتى فقدت استقلاليتها في التفكير، وأصبحت تميل إلى السلوك الاتكالي نحو من يحيطون بها من الأهل والأقارب أكثر من ميولها إلى السلوك الاستقلالي والاعتماد على النفس. وتوصلت الدراسات التي أجريت على عينات من الذكور والإناث لمعرفة أثر التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الجنسان في تطوير مثل هذه القدرات إلى أن الإناث يفقدن الاستقلالية في التفكير، فالذكور يتدربون على الاستقلال منذ الصغر، وكما أن آباء يشجعون الذكور على السلوك الاستقلالي لديهم فينجزون ويتفوقون في المجال العقلي بشكل أكبر من الإناث اللواتي تترسخ لديهن الحاجة إلى الانتماء بدل الحاجة نحو الاستقلال. كما نجد أن الأهل في المجتمعات التقليدية لا يشجعون الفتاة على السلوك الاستقلالي في شخصيتها والتعبير عن آرائها المختلفة والمستقلة عن الآخرين لأن الاستقلالية عند الفتاة في المجتمع التقليدي تخالف نمط العادات والتقاليد التي لا تتناسب مع وضعها الاجتماعي كأنثى، لذلك اعتادت المرأة على الراحة العقلية والجسدية وأصبحت اتكالية على الآخرين بدلاً من اعتمادها على ذاتها حتى أصبح لديها ضعف في مجالات تتطلب الإنتاجية والإبداع، وكذلك يصعب عليها اتخاذ قراراتها والتعبير عن آرائها. الكبت والحرمان اللذان تعانيهما المرأة التقليدية سببا لها فجوة في فهمها لواقع الحياة وعلى العكس الرجل الذي يمارس حياته الطبيعية ويتحمل مسؤوليته الكاملة بدون قيود أو سلطة من أحد، فهو ينظر للحياة بأكثر واقعية وأكثر جدية من المرأة المغيبة عن الوقع. نأمل ألا نكون عائقا دون طموحات وأهداف المرأة وتغيير نظراتنا التشاؤمية على أنها فتنة وشهوة وسريعة الأخطاء سهلة التحكم والسيطرة عليها وننسى أنها إنسان له حق في هذه الكون.
علي المبارك | |
|