إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية

دكتورنا الغالي أحمد زويل

أنه لمن السعادة أن يعيش الإنسان في جيل أنت منه ...
وأنه لمن الفخر أن أتحدث معك ... حتى ولو عبر الشبكة ... وحتى ولو لم تصل كلماتي إلى شخصك ...
ولكني ... سأفترض ذلك ...
وأكمل حواري ... وكأنك تسمعني ..

فحقيقة أنك قد أقدمت على ما عجز عنه الكثير الكثير من المفكرين العالميين
... وأنك قد عرفت كيف تنتهز الزمان ... والمكان ... لتعبر بالعلم
وبالبشرية جمعاء معك ... إلى مرحلة ... لم تكن بالحسبان ... ولم تكن ضمن
المنظور القريب ... أو البعيد ...
وهذه دوما ... قفزات البشرية العظيمة ... والتي ترحل بنا جميعا ... من عصر إلى عصر ...

فكما قفز بنا أينشتين بنظريتة النسبية ... التي لا زالت تحير الجميع
بتجددها وتمنعها وتلازمها مع كل إكتشاف علمي ... لنصل إلى عصر الذرة ...
فها أنت تقفز بنا إلى عالم الفيمتو ثانية .... الذي سيبدل من حولنا جميع المفاهيم العلمية ...
وسيثبت حقائق جديدة ... وينفي الكثير من المسلمات ...

وصدقني أننا نشعر بتقزم أفكارنا ... عندما نسرح في جوانب مثل هذه النظريات ... ونمر من فوق هوامشها ...

وحتى أكون معك متبسا ...
سأنقل لك طرفة (عربية) ترددت عنك بعد حصولك على جائزة نوبل ...

فقد قال أحدهم ...
لو لم يذهب زويل لأمريكا .... لكان الآن مدرس كيميا ثانوي في أحدى المدن
السعودية .... يواصل ليله بيومه في الدروس الخصوصية ... ليشتري له شقة
..... إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية Smile

وللأسف هذا هو حالنا نحن العرب ... في البحوث العلمية ... !
بلاد طاردة ... للعقول ... جاذبة للمجذوبين ... إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية Smile

سيدي ...
أسمح لي أن أشرح بعض ما فهمته من إكتشافك العلمي ... وأعذرني للقصور ...
ولكني أريد التوضيح لمن يقراء موضوعي ... وحتى يكون على بينة من عظمة
الإكتشاف ...
فقد إستطاع الدكتور زويل ... وفريقه العلمي من الوصول إلى تقسيم الزمن إلى
أجزاء أصغر واصغر فأصغر .... بحيث صار من الممكن قياس جزء من ملايين
الأجزاء الثانية ...أو ما يسمى فيمتو ثانية ...!!!

ونحن نعلم أن الزمن ... وتوافقه مع النظر ومع سرعة عدسات التصوير مهم جدا
.... فعندما تنظر إلى أفلام السينماء القديمة ... في أول عهدها ... تلاحظ
أن الصور لا تتكرر بنفس قدرة العدسة أو العين ... لأن الزمن يختلف بينهما
... لذلك كنا نرى الصور ... غير مترابطة ... وغير واضحة الحركة ... ومضحكة
...!

ولكن ومع تقدم صناعة العدسات ... وسرعة عرض الصور ... تحقق الحلم ...
وصرنا نشاهد بأعيننا ... وبالعدسات ... صورا تكاد أن تكون حقيقية ...
وبالأبعاد الثلاثية ...

وتطور التصوير ... وزادت قدرة العلماء على التحكم بأجزاء الثانية ... حتى جاء دورك ....
وقمت بتكوين الصورة بالأبعاد الرباعية ... وبإستخدام الليزر ...
حتى تمكنت من تصوير .... التفاعل الكيمياءي الغير منظور ... بدقائقة ...
وتشكله ... وبلوراته ... وألوانه ... ووضوحه المبهر ... في جزء بسيط ...
من ملايين الأجزاء من الثانية ....!!؟

والفائدة العملية لهذه الوحدة تعود إلى إمكانية استخدام الليزر كميكروسكوب
جراحي يوضح الصورة بحيث يتم ذلك في أحرج الأوقات ... وفى أقل مدة زمنية
...
وبفضل أبحاثك تم تطوير عامل الزمن في رؤية الأشياء سواء كانت داخلية أو
خارجية ... بسرعة واحد على المليون من البليون من الثانية ....!!!!

وقد أطلق عليها اسم الفمتو وعلى هذا الأساس أمكن لأول مرة رؤية الجزيئات غير المرئية التي تسبب الأمراض

فأي قدرة عقلية بشرية هذه ... وأي علم ... وأي مقدرة ... وأي وتقنية .....؟!

لقد تمكنت من الوصول إلى أصغر ما يوجد في الكون .... (الذرة والجزيئ) وقمت
بتصوير تفاعلهما ... مع الجزيئات الأخرى ... وكأنك تصور حدثا كبيرا كثورة
بركان ....!؟

لقد تمكنت من تصوير جزيئ الأكسجين منفردا ... وهو يلتحم بجزئين من الهيدروجين .... لتتكون لنا ذرة الماء ...!!
وقد قمت بنشر صور هذه البلورات ... العجيبة ... لتمتعنا .... بها ... وتجعلها شاهدا على العصر ...

فأي علم هذا وأي تقنية ... واي إمكانيات .... داعمة أوصلتك إلى ما وصلت إليه ...

ونعود ... لما نبدع فيه نحن العرب ... إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية Smile

طرف مضحكة مبكية أخرى ...!

فقد علق أحدهم على إكتشافك .... بأنك طالما إستطعت الوصول لهذه التقنية
الجبارة التي تتحكم فيها بالوقت والسرعة ... لهذا المدى ... فإنه يلزمك
... محاولة تصوير الجن !! ... لأنهم أسرع منا ... بحيث لا يمكن أن نراهم
بالعين المجردة .... إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية Smile

كما أن أحدهم إستغرب أن تقوم بهذا العمل الجبار ... وأن تخص به نفسك .... وفريقك العلمي العملي فقط ...!
فلو كنت بيننا .... لإضطررت لتجيير عملك لمسئول .... كبير ... ولذكرت في
كل مقابلة لك ... بأنه لولا سموه ... أو معاليه ... لما تمكنت من ذلك ...

وأنه كان يوجهكم ... ويعدل على عملكم ... ويبارك خطواتكم ...حتى وصلتم ... لما وصلتم له .... بفضله وكرمه ... إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية Smile

ولصرحتم بأنه أحق منكم بالجائزة ... إلى العالم المبدع الدكتور أحمد زويل ... مع التحية Smile

دكتورنا العزيز ...

أنه عصر جديد للنانو والقمتو ... وبدايات قوية لتغييرات عالمية ...
وكشوفات ... لا شك أنها ... تذكرنا ... بكم جهلنا .... ونقص قدراتنا ...
وأن العلم بحر عميق مجهول الزوايا ... لا يعرف له قرار ...
وأنه لا يوجد مستحيل ... عند البشر .... طالما حاولوا ... وسخروا قدراتهم
... ورحلوا إلى أماكن بعيد عن أوطانهم ... للوصول للأفضل ...
وأن وطن الإنسان ... وقيمته الحقيقية .... بما يعمله للبشرية من أعمال ....

وفقنا الله واياك ....
وشكرا على صنيعك .... للبشرية ....

للإطلاع على صور البلورات من موقع الدكتور زويل