peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: الكل يبحث عن المضمون جداً! السبت أبريل 04, 2009 2:34 pm | |
| لا نثق كثيراً وللبعض مطلقاً بذاك المجهول ..مجازفة هي إن سلكنا طرق لم نعهدها من قبل ! أو أمِنا بشخوص جمعتنا بهم الحياة ولم نعاشرهم أو نجاورهم من قبل لعلنا سمعنا البعض يخوض في تجاربه فأسررنا شيء من النقد لسوء الاختيار ..أو لعل إيحاءات مما في النفس طاف على الوجه .. تحمد الله ولعل البعض لا يشعر إلا لنفسه بالفضل والامتنان لابتعاده عما وقع فيه الآخرين من تجارب هالكة وقد يكون التخطيط ووضع الأهداف وسبل الوصول لها جزء من احتياطاتنا لكسب أكثر ضماناً . لكن كيف نخطط ونحتاط لما قد يواجهنا حين المضي في سعينا لتنجب مخاطره ؟ منا من يفترض الأسوء ويحتاط له ..فتنصرف أفكاره نحو كل سيء ومخيف ومثير للقلق في النفس .إي .تصور الأدنى من التصورات فان أتت كان محتاطا لها وان قدر لنا النجاة منها لم يضره شيء .. لكن ذاك الكم من القلق والتوتر ضريبة قاسية ندفعها أخيراً . هذا عند البعض ..هناك من يعزف تماما عن كل ما لم يقع في الحسبان تداركه حين وقوعه .. يجد نفسه غير مضطر لأن يخوض في تجارب ممكن أن يتجنبها ..لكن هل هذا كافي للحصول على نتائج مضمونه من السلامة من كل ما يخشى الوقوع فيه ..؟! هل يكفيه التوقف والتردد في الإقدام بل عند الكثير منا الإحجام عن الإقدام .! البحث عن الضمان أو المضمون مفهوم يتدخل في مسارات وانتقاء الخيارات ليس فقط للأفراد بل حتى دول وحكومات وهيئات ومؤسسات تريد ضمانات للنجاح والفلاح وتجنب الخسارة والمتاعب في كل أمر ..حتى وان اضطروا للتخلي عن الكثير من المشاريع والخطط للارتقاء والتنمية والازدهار ظل هذا المفهوم واسع ومتغلغل في حياتنا في كل تفصيل منها .. عند شرائنا للحاجيات وخاصة التي نريد لها الدوام لأطول فترة ممكنة , تقدم على تلك التي وضع لها كابون ضمان لفترة تقنعك انك بأمان من ضياع مالك على شيء سريع التلف والعطب عند الاستعمال.. وحتى عندما تشتري الشيء تكون قد سالت الكثير مما أقدم قبلك على الشراء أن كان ما قدم من عرض للضمان صحيح أم لا!! في الانتخابات يعرض المرشحون برامجهم ومعها الكثير من الخطابات ..نقدم على الانتخاب وفي رؤوسنا حشرت آلاف العبارات الطنانة عن ضمانات هي خطط ووعود قطعها المرشحون على أنفسهم لناخبيهم لتقديم الأفضل لهم حين الفوز .. وقد تتساءل وما الضمان على صدق الوعود هذه حين يعتلي احدهم سدة الحكم أو كرسي المسئولية ..حينها تفكر .. أنت إذاً مجازف حين تقدم احدهم إلى موقع لم تختبر صدقه فيه !!..فترى الناس تميل لتكرار انتخاب الشخص ذاته وعلى مساوئه .. ولسان حالهم الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه ضمنت عيوبه ..وعرفتها فما أدراك لعل القادم أسوء , فمن يضمن لك عكس هذا!! التجربة خير برهان لكن من يجازف قبل التجربة !! لا تعطى البنت إلا لأبن العشيرة أو ابن الفريج او المحلة أو من ذات المدينة ..غير مرغوب كثيرًا بمن يأتي من المجهول.. وقد يُسأل عنه وتأتي الأخبار طيبة لكن يتردد احدهم في جزم أمر الموافقة ..فلسان حاله يردد ..من يضمن أن حاله هذه بعد الزواج! هكذا تفكير حرم الكثيرات من زوج كريم ..البحث عن المضمون مع ظاهر عيوبه خير ممن جهلت مناقبه !! المضمون عند الكثير التوقف عن المجازفة في خوض ما لم نعتده من المواقف والأحداث ..وكذلك السلبية في التفاعل مع ما يطرح من بدائل مبتكرة أو غير مألوفة لنا ..الحرمان أخيراً هي الضريبة وشلل حياة كان من الممكن أن تسير مع القليل من المجازفة . البحث عن المضمون هو الحذر والتروي في الاختيار وليس العجز عن اخذ المبادرة في اخذ هذا أو ذاك مما يتاح لك من فرص وخيارات معروضة لك . المضمون متغير وغير ثابت بتغير الأسس والقواعد التي على ضوئها ضمنت النتائج . فما قدرت على أساسه ضمان ما عندك قد يهتز ويتخلل فيما بعد عندما تجد أن الظروف المحيطة نالت منه وجعلته ضعيفاً منهاراً ..من ضمن قوته بضمان انتمائه لمحفل دولي ما أو إقليمي في وقت ما جاء يوم ليجد أن ما ضمن له بقائه أصبح حرضا باليا واتت عليه النوائب بالهلاك ومن ضمن بقاء سلطانه ببقائه على عرشه وكرسيه جاء يوم ليكون تحت نعال معتلي عرش ظن انه دائما له ومن ضمن وجاهته بإرث وشرف أنسابه ..جاء يوم ليجد أن ما عنده نفذ واستهلكته الحياة . | |
|