peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: درء المفسدة أولى من جاب المنفعة السبت أبريل 11, 2009 10:25 am | |
| ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... ) ، آل عمران:110
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) ، آل عمران: 104
( ومن أدلة الفقه : قول الفقهاء درء المفاسد أولى من جلب المصالح ، ودفع أعلاها أي أعلى المفسدتين بأدناها ، يعني أن الأمر إذا دار بين درء مفسدة وجلب مصلحة ، كان درء المفسدة أولى من جلب المصلحة ، وإذا دار الأمر بين درء إحدى المفسدتين ، وكانت إحداهما أكثر فسادا من الأخرى فدرء العليا منها أولى من درء غيرها وهذا واضح يقبله كل عاقل ، واتفق عليه أولوا العلم ) شرح الكوكب المنير ( 4/448) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة والأخوات بارك الله فيكم
بالرغم من معرفة الكافة للقوانين واللوائح وشروط الكتابة بالمنتديات ، إلا أن البعض لا زال يضرب بها عرض الحائط ، وتناسوا أن الكلمة أمانة سوف يحاسبنا الله عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ويتملك البعض التسرع فى الكتابة دون روية وإعمال الفكر فيما كتبه قبل نشره على الكافة ، وما هدفه من موضوعه ومدى استفادة القراء وما سوف يضاف من مردود الى ثقافتهم ، وهل فيما كتبه إرضاء لله أو سخطه
قال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم " ، رواه البخارى
عن جابر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يا رسول الله قد علمنا : الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون." رواه الترمذي وصححه الألباني
الثرثار : كثير الكلام تكلفاً. المتشدق : المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه. المتفيهق : من الفهق وهو الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره
ولا يتورع البعض فى التعدى على مخالفه فى الرأى بالقول السيئ والتعريض بشخصه والتسفيه من قوله متناسيا حرمة المسلم
روى ابن اسحق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع : أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت .
عن أبي هريرة قال قال رسول الله : " لاتحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه".
روى ابن حبان و الترمذي بإسنادٍ حسن أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نظر يوماً إلى الكعبة فقال : ( ما أعظمَكِ و أعظمَ حُرمتِكِ ! و المؤمنُ أعظم حُرْمةً مِنْكِ )
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ ) رواه الشيخان و غيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . قال الحافظ ابن حجر : ( في الحديث تعظيم حق المسلم ، و الحكم على من سبه بغير حق بالفسق ) .
و روى مسلم في صحيحه و أبو داود و الترمذي كل في سننه ، و أحمد في مسنده ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : ( المستبان ما قالا فعلى البادئ ، ما لم يعتد المظلوم ) . أي أنَّ إثم ما يقع من سباب المتسابَّيْن ينوء به الأول ، لأنه المتعدِّي ، و المتسبب في الإثم فيبوء به كلُّه ، إلا إن تطاول المنافح عن نفسه فزاد في الانتصار لنفسه عن القدر المشروع في دفع الظلم ، فيلحقه حينئذٍ إثم الزيادة و التعدي ، كما نص على ذلك الإمام النووي رحمه الله و غيره من شراح الحديث .
ومن عموم البلوى تلك العصبية عصبية الجاهلية التى تتملك البعض منا لا يستطيع منها فكاكا لتناسيه دعوة الاسلام التى جاءت لتساوى بين الناس عربهم وعجمهم ولا تفرقة بينهم إلا بالاسلام ولا أفضلية إلا بالتقوى
قال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله (كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصهم مهاجري وأنصاري، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا ) انتهى
وفي سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد
عن الحارث الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكرها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم" قيل يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم
وروى الترمذي وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
أوضح سبحانه بهذه الآية الكريمة أنه جعل الناس شعوبا وقبائل للتعارف لا للتفاخر والتعاظم، وجعل أكرمهم عنده هو أتقاهم، وهكذا يدل الحديث المذكور على هذا المعنى ويرشد إلى سنة الجاهلية التكبر والتفاخر بالأسلاف والأحساب، والإسلام بخلاف ذلك، يدعو إلى التواضع والتقوى والتحاب في الله، وأن يكون المسلمون الصادقون من سائر أجناس بني آدم، جسدا واحدا، وبناء واحدا يشد بعضهم بعضا، ويألم بعضهم لبعض، كما في الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه وقال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر
فهل من بعد كلام الله ورسوله من قول ؟ !!!
إن الله سبحانه وتعالى جعل لعباده وازعا دينيا في القلب يحملهم على طاعة الله وجعل رادعا سلطانيا من الخارج يحملهم على التقوى وعلى الصلاح ولو ظاهرا وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن أحيانا ولكن المؤمن الموفق هو الذي يزعه إيمانه عن معصية الله هو الذي يحمله إيمانه على طاعة الله هو الذي يطيع الله يقوم بأمره وينتهي عن نهيه سواء كان هنالك رادع سلطاني أم لم يكن وهذا هو الذي ينفع الإنسان ولكن الرادع السلطاني ينفع الإنسان ظاهرا وربما صلح باطنه بصلاح ظاهره ولهذا أوجب الله الحدود على معاصي معينة وأوجب التعزيرات على معاصي أخرى لم يعين حدودها ولكنه جعل ذلك موكولا إلى الإمام ونواب الإمام.
وإن كان مما نحرص عليه تواجد الأقلام المميزة فى منتدياتنا للمنفعة العامة إلا أن المسيئ ليس له مكانا بيننا مهما كان شأوه إعمالا بالقاعدة الفقهية الأصولية ( درء المفسدة أولى من جلب المنفعة )
وأنصح نفسى وإياكم بتقوى الله وأداء أمانة الكلمة والالتزام بشروط الكتابة فى المنتديات التى وافقنا عليها بمقتضى انتسابنا طواعية بالمنتديات .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين | |
|