peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: أطفال المستقبل وصلابة المجتمع .... السبت أبريل 11, 2009 10:18 am | |
| لكم يحزنني ذلك الطفل الناحل الوجه ، المصفر الخجول الذي يعلو صوته في بعض الأوقات حينما يكون منفردا، ولكن حباله الصوتية تتحجر ويصيبها الشلل المرير فيتلعثم ، ولا يتمكن من أخراج الكلمة من فمه إلا محشرجة مشوهة الحروف مترددة كالصدى. طفل نشاء بين ظهراني مجتمع سطحي لا يرحم ، ولا يستطيع أن يستوعب المشاكل و المعوقات التي قد تولد معنا ، وقد تحتاج إلى نوع معين من المعاملة والتغاضي . مجتمع يرتقي فيه القوي على هفوة الضعيف. و يخلق من بينهم طبقة محتقرة لا يمكن أن ترتقي إلى الصفوة القادرة. طبقة نضحك على تصرفاتها حتى ولو لم يكن لها يد فيها. طبقة تكون كسقط المتاع لا حس لها ولا مشاعر، ولا قيمة. وينمو الصغير المشوش فكريا وتنمو معه العقدة التي يترك له قدر مداراتها ومعالجتها. وقد يستطيع وقد يخفق . ولكنه على المدى البعيد يفقد الكثير من حبه لنفسه، ومن مودته للآخرين ، ويمتلك أطنان من الحقد. ألا يحثنا ديننا الحنيف على عدم تتبع عيوب الناس ، وعلى عدم وضعهم تحت الإرهاصات العنيفة المتكررة التي تتسبب في تدمير نفسياتهم . ألا نشعر بأكبر أمنية يمكن أن يظل هذا الطفل المسكين يتمناها طوال سنين حياته ؟. أنها أمنية كأضغاث الأحلام بالنسبة له . وتمر الأيام فلا تتحقق . أمنية تافهة بالنسبة للآخرين ، فهي لا تعدوا أن يتمكن في يوم من الأيام من نطق كلماته بسهولة لا تأتأة فيها . وللأسف أننا نحن من نصعب عليه المعضلة ونكبرها، ونضخمها لتكون له معجزة لا يطولها . والصورة متكررة في عدة صور تختلف في الشكل وتتحد في المضمون الذي لا يدل إلا على انعدام للرحمة في قلوب البعض. ولننظر من حولنا أيه القراء الأعزاء، فكم من شخص حرمناه بطيشنا من تحقيق أمنية بسيطة ، بل وحولناها إلى مستحيل . ولو سألنا أنفسنا لوجدنا الشيطان يضحك في زواياها منتشيا بأن جعلها أضغاث.
__________________ | |
|