خيال بلا علم ... ثمار بلا أشجار .... !!

الخيال العلمي كان وما زال هاجس الإنسان فوق قشرة المعمورة
فبلا خيال ... لن يكون هنالك طموح ... وستنعدم معطيات التطور والنهضة في العالم ... وسنرجع للعصور الطباشيرية ...

ونحن كعرب نعيش ونشاهد في وقتنا الحالي بعض الأفكار والرؤئ التي تطالعنا
عبر قنوات الإعلام الغربية ... من خيال علمي يكاد أن يفتق عقولنا لهول ما
يصورون فيه .... وهول ما يتخيلون ...!!

وهذا بالطبع ناتج عن وجود العلم لديهم كنواة .... أو كشجرة متنامية الجذور
... لا بد من وجودها .... للحصول .... ولتذوق طعم الخيال العلمي الغير
مبني على أوهام .... !

وتاريخنا العربي ... لم يكن له نصيب لا في الماضي .... ولا في الحاضر من
تلك الشجرة .... أو من ثمرها .... إذا ما أستبعدنا القصة التي نرددها هنا
وهناك عن عباس أبن فرناس .... وقصص قليلة مشابهة .... لا تعتمد على العلم
كركيزة متأصلة ينبت منها الثمر الجميل اللذيذ للخيال العلمي ...

نحن على مفترق طرق .... وأبنائنا (جيل المستقبل) في حيرة من أمرهم .... ؟!؟!؟؟!
فهل يتعلمون الخيال العلمي دون قاعدة علمية صلدة .... فيصبحون كالببغاوات
... يرددون ما يقوله غيرهم .... ويحلمون بثمر شجرة لم يعرفوا كيف تنمو أو
كيف تثبت جذورها .... ؟

فبين يديهم توجد آلاف من الألعاب التي يتحكم فيها الخيال العلمي والمحاكاة
التخيلية للواقع .... وينساقون لعالم ... لم يعرفوا عنه غير الوهم ... ولم
يذوقوا منه غير القشور المرة ....!!

أبنائنا ..... ما هم إلا مسخ الحضارات .... مسلوخ القدم .... أعور العين .... يجري بين عيون الأمم التي تضحك عليه ...!!

فمدارسنا وجامعاتنا ... ومعاهدنا .... لا زالت تعتبر أن العلم درجة ثالثة .... في أسس التعليم .... وربما في درجة أقل ...!!

العالم يسابق المستقبل للوصول للنجوم ... وعالمنا العربي لا زال حائرا في تحديد هويته .... وكينونته .... وشخصيته ...

العالم يجري بسرعة الضؤ .... وعالمنا العربي ممتطيا صهوة حماره الأعرج
.... ولا زال يدرس الوهم ويدرسه ويملاء مكاتبه منه ..... ويبالغ في
نظرياته الغير محسوسة ، ويتعارك في إثباتها أو نفيها .... بينما يعجز عن
صنع أداة بسيطة .... أو إختراع مكينة .... أو مقارعة العالم الحديث بتجربة
....!!

أنه الخزي بعينه .... أن نظل نحن سوق مفتوح تجاري للمنتجات العلمية ....
وأن نظل مستهلكين .... ولا نفكر يوما بأن نكون نحن من يبتكر .... ونحن من
يشغل ما تحت جلدة رأسه .... لهدف علمي ....!!

وعلى ذلك .... فسنضل ...كما نحن .... نذوق الثمار ..... ولا نرى الأشجار .......!!!!

ولا عزاء للعقول المتبلدة ....

__________________