peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: الدنيا ... وأصحاب التفكير السطحى ... والحرية !!! السبت أبريل 11, 2009 9:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ومن نعم الله علي أننى مازلت قادرا على التفكير ... وقادرا على رؤية الأمور كما خلقها الله ... الى جانب لحظات الإنكشاف ... التى يكشف الله فيها عن عينى وعقلى الغشاوة والضباب الذى يلف معظم الناس والبشر الأحياء الذين يرافقوننى مرحلة الحياة ...
فمعظم البشر سطحيين ... لا يعون تماما الحِكم والعبر التى نتعرض لها جميعاً اليوم ... والفارق الواضح بين أمثالى وبينهم .. أننى أفكر بعمق ... وهم سطحيون ... يفكرون بسطحية ويتعاملون مع الأحداث بنقص كبير فى الوعى ... وحرمهم الله بالطبع من سبر أغوار ما يحدث ... أفلا أحمد الله على هذه النعم !!!
يغيب عن معظم السطحيون الذين يرافقوننا مشوار الحياة هذه الأيام ... أن الشىء لا يُعرف إلا بنقيضه ...فكيف لنا بمعرفة المُّرَ بدون تذوق الحلو ...
وفلسفة الحياة هذه الأيام ... أن تتذوق بارادتك وبسعيك النقيضين ... فلماذا الشكوى ؟؟؟ ثم أن ما يحدث لنا هو من الأقدار المقدرة .. فلما الإعتراض ؟؟؟
وأنا شخصياً كإنسان واعٍ وحصيف ويستخدم عقله بكامل طاقته ... أرى أن الحياة بدون صعوبات لا طعم لها ... فكيف أتخيل أن أدخل مصلحة حكومية لإنهاء بعض الأوراق التى تطلبها مصلحة حكومية أخرى ... وينتهى الأمر فى لحظات دون معاناة !!! وإلا فما السبب فى وجود كل هذه المكاتب والدواوين ؟؟؟ وكيف أتخيل فى أى عمل سيقضى هؤلاء الموظفين وقت عملهم إذن ؟؟
ثم إن الجميع يحيا على هذه المساحة من الكرة الأرضية ... فهل يتخيل عاقل ان نعيش تحت مظلة الأمن والأمان داخل هذه المساحة دون ان ندفع ثمن هذه الخدمة العظيمة ؟؟ بغض النظر عن التكلفة او حجم ما ندفع ... فهذا أمر هامشى ... يرجع ببساطة الى ما يوازيه ما ندفعه مقابل تكلفة الخدمة التى بالتأكيد يتم دعمها بواسطة الحكومة ... فلما الشكوى من الضرائب والرسوم !!!
والغريب ... والذى لا يقبله السطحيون ... أنهم يقبلون زيادة مرتباتهم بنسبة ما أو بقيمة ما ... ويرفضون فى ذات الوقت ان ترفع كل طائفة من طوائف المجتمع أسعارها بنفس القيمة ... أو يرفع تاجر من التجار (ولتكن تجارة الأغذية) أسعار كل سلعة بنفس القيمة والقدر ... أليس ذلك أبسط مبادىء العدالة ؟؟؟
والسطحيين كثيروا الشكوى ... من كل شىء ... فعندما يزدحم المرور بالشوارع فى أوقات الذروة كخروج المدارس او خروج الموظفين ... وتحدث إختناقات متوقعه ومنطقية ... تسمع سباب الجميع فى الإشارات ... وشكاوى غير منطقية تعبر على عدم التنظيم واتهام الآخرين به ... وتسمع أصواتا ان بالسيارة مريض فى حاجة ملحة للحاق أنفاسه الأخيرة بطبيب او بالوصول لأقرب مستشفى او سيدة على وشك الوضع .. وكأن باقى النهار من الصباح لم يكن كافياً ... ليختار المريض وقت الذروة ليشكو قلة التنظيم الذى كان يجب ان يراعيه هو ... قبل ان يتهم الأجهزة به !!!
وتحضرنى حالة حدثت اليوم ... تدل على مدى قلة وعى وصبر المواطنين ... والسطحية أيضا ... فلقد كان اليوم مناسبة وطنية هامة ... تفرض على المسئولين وعلى رأسهم الحاكم ان يقوموا بإجراءات ضمن واجباتهم ... وتصرف أصيل من شئون وظائفهم ... وهو زيارة مقابر السادة الزعماء السابقين ... لتأصيل الوفاء فى نفوس الشعب ... بتذكر الرؤوساء السابقين ... وهذا هو حال الدنيا سابقاً ولاحقاً ...
صحيح اليوم أحد أيام شهر رمضان ....
وصحيح ان الوقت كان قبل العاشرة صباحا ....
وصحيح أيضا (وليس ذنبهم) أن درجة الحرارة قد تعدت 38 درجة مئوية ...
ولكن كان يجب على شعب العاصمة مراعاة الهدف السامى والنبيل من هذا العمل ... وبطبيعة الظرف ... أن الموكب يخترق شوارع كثيرة ليصل الى المزارات المحددة ... فى برنامج تم تحديده بواسطة مسئولى الأمن وباقى الخبراء بالأجهزة المعنية ... ليصل السادة المؤبنين داخل سياراتهم الحكومية الفارهه المكيفة لقراءة الفاتحة ... ضمن تواجد وزخم إعلامى ينقل للشعب صورة من صور الوفاء ...
ولكن المؤسف ... ألا يعى الشعب مثل هذا العمل ... وعن نفسى بعد أن وجدت الطريق قد توقف تماما .... تركت سيارتى وسرت حوالى كيلومتر بين السيارات وجموع الشعب السطحى ... بينما ألمح منزلى على بعد مائة متر ...
ولكن لظروف التأمين لم يكن لى أن اتعدى الوحوش التى نفخر بها جميعا لأعمالها الرائعة فى حماية النظام ... والتى تمنع السير ولو لسنتيمتر فى اتجاه سور المترو والذى يفصلنا عن الشارع الرئيسى فى الجهة الأخرى ... وهو الشارع الموازى لطريق سير الموكب والذى يفصل بينهما حوالى خمسمائة متر كمسافة جانبية ... وبين الطريقين مبانٍ ومنشآت تمنع الاتصال بالعين بين الطريقين ... إلا ان الوحوش تقوم بالتأمين المطلوب عن بُعد ...
وهذا هو حال باقى الطرق التى تخترق المدينة من أطرافها الى أطرافها مرورا بوسطها ... وتسمع شكاوى المواطنين السطحيين والتى تدل على عدم وعى أمنى وجهل سياسى خطير ... فكل الأعمال على جانبى الطريق على إمتداده قد تم ايقافها وهذا أمر طبيعى ... فتوقفت محطة البنزين عن العمل ... وباقى محلات السوبر ماركت .. حتى عمال البناء المسلح الذين كانوا ينقلون المواد لبدروم إحدى المنشآت الجديدة تم جمعهم وصفهم وتجريدهم من كل الأدوات ... فالمسافة بينهما وبين المسار المحتمل للركب لا تزيد عن واحد كيلومتر ونصف ... داخل المبانى ...
وتسمع رجلا مسناً ... بالتأكيد أثر عمره على حصافته وكياسته ... وهو يشكو ضرورة وسرعة الوصول للمستشفى فى الجهة المقابلة لنا تماما وعلى بعد اتساع الطريق ليحصل على جرعة السكر ... بالتأكيد هو غير واعى للظروف ... لذا رد عليه الجندى ثم الضابط رداً مفحماً أنه لا يفهم المغزى الكبير من التأمين ... وانه لا يراعى تضحية كل هؤلاء الطاقات من الشباب الوحوش بالوقوف من الصباح فى الشمس المحرقة فلماذا لا يضحى ذلك المسن الناقص الوعى ببضع ساعات بعيدا عن العلاج هو أيضاً ؟؟ أليست هذه بلد الجميع ؟؟
وتسمع تداخلات لا تعبر الا عن سطحية مفرطة ... فأحدهم يحمل مبلغاً كبيرا من المال الحكومى داخل عربة أكل عليها الزمن وشرب و ...و ... ويريد ايصال المال للبنك والا تعرض لأخطار أقلها فى أى الأحوال دخول السجن ... فلا البنك سينتظره ولا الشركة ستظل مفتوحة .... ويرد الضابط بصبر يدل على مهارة وتدريب جيد على مثل هذه المواقف بأن سلامة الموكب أغلى من أى مال ...
ويشكو البعض الآخر من تعطل المصالح ... فيرد عليهم الضابط بنفس الصبر الذى تشعر انه تم برمجته عليه ... ان الشعب لا يراعى حجم المسئولية ... وان عليهم أن يضحوا مثلما يضحى هؤلاء المسئولين والقادة بوقتهم وجهدهم وسلامتهم من أجل الوطن ... وبالطبع على هؤلاء الوحوش ردع أى مواطن تحدثه نفسه حتى بالاقتراب من الخط الوهمى الذى يقدروه هم فقط ... حتى لو كان من يقترب منه طفلا او فتاة صغيرة .. فالأمر يجب ان يتم التعامل معه بكل جدية كباقى مصالح الشعب ...
وبرغم استمرار توقف الحياة تماما لمدة تزيد عن الثلاث ساعات .. بذل خلالها كل الممنوعين والمقيدين عن الحركة من رجال ونساء وأطفال ... عرقاً لم يبذلوه من قبل ... جهد وعرق وتعرض لتبعات المرض وضياع لمصالح البعض وتأخر مصالح الكثيرين وبالتأكيد منها ما يخص مصالح لمواطنين ببعض الأجهزة الحكومية ... ولكن المهم نجاح زيارة الموتى ... او بمعنى أدق مصلحة الوطن ...
الحرية ... التى لا يحلم بها الغرب !!! الحمد لله ... الحمد لله أننى أعيش ... وأسمع ... وأرى .... وأفكر ... وأستمتع بالحرية ...
بالتأكيد هناك خطأ ما ... فالمعروف أن أهل الغرب من الفرنجة ... يديرون حياتهم طبقا للمعلومات ... وتمدهم مراكز المعلومات واستطلاع الرأى بنتائح البحوث والدراسات ... ونظرا لدقة هؤلاء البشر ... فمن الصعب الحكم على نتائجهم بعدم الدقة ...
إلا ان الخطأ الضخم ... ورد فى حكمهم الدائم على أهل الشرق وبلاده ... بأنه ينقص شعوبه ... الحرية ..
وإذا نظرنا الى ما يراه العبد الفقير ... العميق التفكير ... الواعى لما يدور حوله ... كباقى القلة أمثالى ... فسنجد أن حكمهم عارٍ تماما من الصحة ...
ففى بلادى نعيش فى حرية لا يحلم بها هؤلاء ... بل وغير هؤلاء ... فنحن أهل هذا البلد نفعل ما نريد بلا حساب ... فكيف يتهمنا هؤلاء الحاسدون الحاقدون ... بحاجتنا للحرية !!!
والمعروف أن مفهوم الحرية لدينا هى أن تفعل ما تشاء .... طالما انت قادر على الفعل ... وتستطيع تحمل رد الفعل ... ولا اعتقد انهم يملكون مفهوما للحرية أروع ولا أعمق ولا أشمل من هذا التعريف ..
فالله خلقنا أحراراً ... وأعطانا سبحانه الحرية فى الأداء من عدمه .... ونحن نستمتع تماما بمثل هذه النعمة بأقصى مدى يمكن الوصول إليه ...
فأنت صاحب سيارة .. ووجدت فى طريقك اشارة ... فلك أن تتجاوزها واللون الأحمر يعمى العيون ... أو أن تقف عندها فهذا كرماً منك ... فأنت حر ... إذن أنت أمامك خياران .... بينما الفرنجة ليس أمامهم إلا خيار واحد هو التوقف ... فما وجه الحرمان من الحرية الذى يتهمنا به الفرنجة فى ذلك !!!
وهذه الخاصية ليست حكراً على أحد .. بل هى متاحة لكل مواطن يعيش على أرض بلدى ... وفى كافة المجالات ... حتى جندى المرور فى نفس الإشارة ... حر فى أن يحرر مخالفة لك عند تجاوزك الإشارة او لا يحرر ... وقد يرى الجندى ان يقبل الهدية منك أم لا فهو حر ...
ويمكن للموظف الذهاب لعمله او الراحة بمنزله أو بأى مكان يريده دون أى معاناة ... فهو حر ... ويمكن لمفتش التموين تحرير مخالفة وغرامة لأى صاحب تجارة .... حتى وان لم تتوفر شروط المخالفة ... وللطرف الثانى الحق فى عدم الالتزام بتبعات المخالفة من عدمه ...
أو يمكنك الرضا بدفع فاتورة تليفون لم يتم التعاقد عليه بعد او أن تذهب للقضاء ... فأنت حر ..
أو أن تدخل السجن لقضاء حكماً صدر على آخر ... ولا تشابه فى الاسماء او الصفات .. او ان ترفض وتبدأ رحلة من رحلات طرزان او سندباد ... فأنت حر ..
وكذا فى كافة المجالات ... تذهب للبنك للإقتراض ... إما يوافق المسئول على القرض بأى قيمة أم لا يوافق ... فهو حر .. وأنت ايضا حر فى إعادة القرض أم لا ... فأنت حر ...
وإذا كنت موظف ما بيدك إنهاء الاعمال ... يمكنك التوقيع على الورقة الأخيرة ام لا ... فأنت حر .. وعلى نفس الشاكلة كل الموافقات والتصاريح ... إنها الحرية الشاملة ...
وحتى لك الحق فى إختيار مرشح ما من عدمه ... وللسادة القائمين على إدارة العملية الحق فى إنجاح أو إفشال أحد المرشحين فى تلك المعركة ... فلما العجب والدهشة ؟؟؟ إنها الحرية !!!
وهكذا بالنسبة للعلاقة بين كل أفراد وأجهزة الشعب ... فلماذا نندهش إذا سمعنا تجاوز بل وتطاول لأبناء الشعب على المسئولين ... بل وعلى الحاكم نفسه !!! وفى المقابل لا دهشة إذا سمعنا أن أحد الضباط قد قام بضرب أحد زائرى الأقسام أو المتهمين ... او حتى قام بقتله ... فمن يملك حجب الحرية إذا كانت متاحة للجميع ؟؟؟ وكما هو متاح لك أن تتظاهر فى الوقت والمكان الذى تحدده ... فيجب أن تتقبل أن تقوم الأجهزة المختصة او لنقل القائمين عليها بمنعك بالكلمة ... او بالرصاص او حتى بالاحذية ... وإلا ما معنى الحرية عندئذ !!!
وكذا على كافة المستويات ... ولكافة السلطات ... إنها الحرية بمفهومها الواسع الذى لم ولن يتمتع بها هؤلاء الفرنجة ...
وكل عام وأنتم بكل خير ... وأحراراً وواقعيين مثلى ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
| |
|