peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: الدنيا ... وأصحاب التفكير السطحى ... والعدالة !!! السبت أبريل 11, 2009 9:32 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
فالجميع هجر هذا المجال ... إما ليأس من النتيجة ... أو لأن تكرار الشكوى والصراخ هو بالتأكيد أمر أصبح غير محبب لعالم وبشر اليوم ... لذا قررت قراراً جريئاً ... ووضعت لنفسى قسماً ... ومرحباً بمن ينضم الى فرقتى ... وأذكر نفسى كلما صحوت من النوم صباحاً بهذا القسم :
ألا أكون سطحياً ... وأن أكون واقعياً ... وحراً أيضا ... الكلام فى السياسة هذه الأيام ... أصبح أحد أمرين ... إما أن تضع نفسك فى موقف شائك وتغضب منك بعض الناس ... أو تجد نفسك تغنى وحدك ولا يسمعك أحد وهذا أمر لن ترضاه لنفسك...
فمن غير المعقول أن يرضى الشعب بكل شىء ... أو على الأقل ... ان يرضى جميع الناس بجميع القرارات ... وهذه قاعدة منطقية بديهية ... وإنسانية أيضاً ..
لذا ... فالجهود التى يبذلها هذا الجمع ... من وزراء ووكلاء لكل وزير بكافة ترتيبهم (عدد بكل وكيل أول وثانى و .. و ..) ومعهم الكثير من الخبراء والعقول النادرة ... الذين انجبتهم هذه الأرض ... لا يمكن أن يخطئوا جميعا فى قرار تم طحنه وعجنه وخبزه .... ثم قدموه للشعب بالهنا والشفا ...
فكيف يمر على أذهان هؤلاء السطحيون ... أن بينهم من يفكر أفضل من كل العقول والضمائر لهؤلاء "المختارون" ؟؟؟ وكيف يطوف بأذهان جموع السطحيون أن كل هذا الوقت المبذول للخروج بالقرار ... قد ضاع هباءاً ؟؟؟ إلا إذا كانت نوايا السطحيون سوداء (عافانا وإياكم من سوء النوايا) ... ويتخيلون أن الوقت المنقضى يدخل فى حساب بدلات الإجتماعات والسفر وأمثال تلك الأمور التافهه ... أمام روعة القرارات !!!
والشىء بالشىء يذكر ... فمنذ أيام حضرت مناقشة عقيمة بين أحد المهندسين الموصوفون بالمتميزين (ولا أعرف المسئول الذى سمح بهذا الوصف) وأحد المسئولين بالإدارة الهندسية لديوان المحافظة ... وكان النقاش يدور حول ضرورة مضاعفة التقسية (لفظ فنى) لأحد الكبارى وذلك لتوقع زيادة مرور الشاحنات فى المستقبل على هذا الكوبرى ... وبرر ذلك بأن الكوبرى فى طريق أحد الموانىء التى على وشك التشغيل ... وبالطبع إحتمالات تحميل الكوبرى بحمولات كبيرة فى زمن قصير أمر وارد (وهذه ألفاظ المهندس الموصوف بالمتميز .. حاشا لله أن تكون ألفاظى) ...
وبالطبع جاء دور الرد الحكومى المدروس لزمن طويل ... على ذلك الشاب القليل اللياقة والذى لا يراعى وزن المتحدثين إليه ... فقال له المسئول : هناك ميزانية يا استاذ تم إعتمادها ... مش معقول تيجى النهاردة بكل سهولة وتغير الإعتمادات علشان إحتمالات فى رأسك أنت ... ألا تعلم من خطط لهذا المشروع ؟؟؟ الدكتور المهندس ممدوح زلط أبو حديد ... مش أى حد يعنى !!!
فرد المهندس الغير مسئول بطريقته المعهودة للتقليل من حجم ووزن الدكتور المهندس أبو حديد : هو المهندس أبو حديد حصل على الدكتوراه !!!؟؟؟ (وأضاف بغرور ) طيب ياريت فقط تبلغه إن الدكتور المهندس الغلبان / حسام عقيلة هو اللى بينفذ وأكيد حيوافق على رأيى ...
وبالطبع أيضا رد عليه المسئول الرد المناسب ... حتى يعرف حدوده : إحنا فى عملية يا استاذ ... مش فى دور سلامات ... وبعدين سعادته مش فاضى يرد على اللى شغالين فى المشاريع اللى قايم بيها سعادته !!! وتركه المسئول بحده ... والحقيقة اننى اندهشت من أدب المسئول فى الرد على هذا المغرور ... وحتى أقوم بدورى فى شرح ماهية المسئولية .. وأن الموضوع ليس مفتوحاً للإقتراحات والتعديلات من كل من له لسان ...
أكملت ما بدأه السيد المسئول : يا استاذ لازم تعرف قبل ما تتكلم أن هناك خبراء يخططون ويبذلون الجهد ... مش معقول تيجى انت وتهدم الأصول ... أنت مش سامع مين اللى خطط ؟؟؟ ولمحت دمعه مختفية خلف جفون الرجل ... فأحسست انه بدأ يفهم ويعى الأمر الأكبر ... أى الإلتزام بالنظام والأصول ومراعاة أحجام وأوزان الناس المحترمين ... فخففت من لهجتى : أعتقد انك تعرفه كويس ... عموما متهيألى إن الأمر أصبح واضح الآن !!!
فرد علي السيد حسام : طبعا عارفه كويس ... دا أحد تلاميذى فى الجامعة ...
وأخرج الكارت الشخصى له ومضى ... فظللت أبحث عن أسمه فلم أجده إلا خلف الكارت ... فالصفحة الأولى كلها شهادات وانتساب لجمعيات أجنبية وعربية ... ورئاسة لمعظم هذه الجمعيات ... ولحقت به قائلا : إزاى يا استاذ كان تلميذك وهو رئيس الإدارة الهندسية للمحافظة ووكيل أول الوزارة ... ونقيب المهندسين ... و ...
فرد بكلمتين : قول انت !!!
ولكنى لم أتركه ... حتى أعرف ما يدور فى ذهن أمثال هؤلاء .. فسألته : معلش ممكن تقولى إزاى ؟؟
السيد حسام : أبدا ... أنا أول دفعتى وتخرجت بمشروع حاصل على الإمتياز ... ولكنى لم أُعين معيدا بالكلية ... وفى نفس التوقيت جاءتنى منحة من كلية هندسة --- جامعة --- ببريطانيا ... وبعد حصولى على الدكتوراة منها ... قمت بالعديد من الأعمال بإنجلترا وكثير من البلدان الأوروبية ... واتصلت بى جامعتى ببلدى مرة أخرى وعينتنى رئيسا لأحد الأقسام بكلية الهندسة ثم عميدا بالجامعة ... وتعرفت بالمهندس أبو حديد أثناء رئاستى للقسم ... ولم تنجح كل محاولات المعارف له فى إنجاحه بدرجة تسمح له بالاستمرار كمعيد فى الجامعة ... ولكنى أرى أنها نجحت الآن فى تعويضه ...
المهم أننى تركت الجامعة لما رأيته فيها .. وفتحت مكتبا بالخارج وكانت سمعتى تسمح لى باستمرار نشاطى هناك بشكل ممتاز ... ولكن لكبر سن أولادى .. حرصت أن يعيشوا ببلدهم حتى يترسخ بنفوسهم أمور ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ... وعندما عدت عرفت أن المهندس أبو حديد تم تعيينه بالوزرة ثم عضوا بمجلس إدارة نقابة المهندسين ... وهكذا حتى وصل لما فيه ...
قلت له : أفهم من هذا أنك حاقد عليه ... وكل كلامك السابق مبنى على هذا الحقد ؟؟
فرد حسام : لاحقد ولا حاجة ... أنا رفضت عروض ببلدى لأتولى مشاريع كبرى ... لأن المشاريع أُعلن عنها فى الخطابات ومجلس الشعب والصحف ... بينما حجمها الحقيقى والغرض منها والتمويل كان يتعارض تماما مع كل ما أُعلن عنه ...
وعلى فكرة ... فيما يختص بموضوع الحقد ... ممكن أقعد معاك أحكيلك أيام عن نماذج متميزه فى مجالات متعددة ضاعت حقوقها الطبيعية بعد حصولهم على أعلى الشهادات حسب القانون وهم الآن خبراء بالخارج تتغنى بأعمالهم الدول التى يعيشون فيها ... وأنا إبنى معاه الدكتوراه فى تخصص نادر لم يجد مكانا تحت شمس بلادى ... وهو أحد الخبراء العالميين الآن فى تخصصه وربما هو مقبل على جائزة نوبل العام القادم ... فأين الحقد الذى تتكلم عنه !!!؟؟؟ المشكلة فى العدالة يا استاذ !!!
تركت المهندس المراهق فكريا ... والذى حاول التعريض بالقانون .. والنظام .. والأصول والثوابت ثم يتهم هذا الهرم الحكومى الكبير "بغياب العدالة"!!!
ولا أعلم لماذا لا يعمل أمثال هؤلاء فى هدوء تحت إمرة من رأت الحكومة فيهم الكفاءة وإطمئت لهم كأهل ثقة ؟؟؟ لماذا لا يثق الناس بخيارات المسئولين الذين يضيعون الوقت والجهد فى الإختيار بينما أمثال هذا المغرور ... يلعبون ويضيعون وقتهم ويتمتعون بحياتهم بالخارج ثم يتهمون حياتنا الثابتة المستقرة والقائمين عليها بعدم العدالة ؟؟
مشكلة هؤلاء السطحيين انهم لا يعون ان القطار يسير ... ولا يختلف إثنان على المبدأ القائل : طالما القطار يسير فكل شىء تمام ... ودائما ما يهرطقون ويشوشون على جهود المخلصين ... بأسئلة تافهه مضمونها :
ولكن الى أين يسير القطار ؟؟؟ وأين قطارنا من باقى القطارات ؟؟؟
أسئلة سطحية لا تحقق أى منفعه ... إلا إضاعة الوقت ... ومن حُسن الحظ ... من سيسمعهم !!!
وكل عام وانتم بخير ... وواقعيين وأحراراً ... وتتمتعون بالعدالة مثلى ...ولا حول ولا قوة إلا بالله .. | |
|