peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 293964
| موضوع: سؤال الحيارى : كيف نقتل الحب ؟ السبت أبريل 11, 2009 8:38 am | |
| يتساءل الحياري كيف نقتل الحب ؟ والذي يفهم من السؤال : كيف نطغئ ناره المستعرة في أحشائنا ؟ وتتفق غالبية الناس على أنه بالوصال يتم العلاج وبه يموت الحب . هؤلاء الناس يختلط عليهم مسمى الحب ويجعلونه مقصدا واحدا. لأجل ذلك بات قتله ممكنا بل أكيدا .
الحب اخوتي لايموت , لأنه خلق للحياة والخلود , خلق لينمو كشجرة أصلها ثابت في الأرض التي زرع فيها , وفرعها في السماء, تؤتي أكلها كل حين باذن ربها مباركها ومحييها . هذا هو ما يعرف عندي بالحب حقيقة وصدقا وعدلا . انه حب لاتجد له طريقا للقتل وان زاغت النفس الأمارة الى الفعل بوسوسة من الشيطان الرجيم . فمن ذا الذي يقتل فيك حبك لله عز وجل ان أحببته خالصا فأحبك ضعفا مضاعفا. هل من مخلوق له القدرة على قتل هذا الحب في نفسك ؟ لو اجتمعت الانس والجن على أن يفعلوا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا . أنظر من خلفك ومن حولك, يريد أهل الضلالات منذ أمد بعيد ,وفي كل مناسبة وعيد, أن يطفئوا نور الله - حب الله - من قلوب المؤمنين الصادقين , ويأبى تعالى أن يبقي على حب عباده له ثابتا في حياتهم الدنيا ,منتقلا معهم بعد أن يتوفاهم الى مستقرهم الجديد في دار النعيم .أرأيت كيف أن حب الله لايموت , والذي يريد له الموت لايستطيع قتله .
ومن الصورة نغسها حب الرسول صلوات الله وسلامه عليه . فالمتعلق بشخصه الكريم ايمانا وتصديقا برسالته المهداة رحمة للعالمين, يظل على حال حبه له في حياته الى بعثه , حيث يثمر هذا الحب ثمار شغاعته ولقائه على الحوض ورفقته في الجنة .
ومن ذلك أيضا حب الوالدين, فرضاهما من رضى الله تعالى وحبهما من حبه . ومنه كذلك الحب في الله لاخوانك المسلمين الذين تتقاسم معهم رحمة الله التي وسعت كل شئ في الأرض وفي السماء , فانه لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
هذا هو الحب . النور الرباني الذي يشحن في قلب المؤمن ليكون على بصيرة بحاله ومآله . انه حب يحيى ويحيي .لا يقتل ولا يموت .
أما ما يصطلح عليه حبا عند أهل الصبابة والهوى فهو الحب الذي يفنى ويموت بنفسه أو بفعل فاعل . فالحب وقصصه التي تجري على لسان المحبين من المراهقين الشبان موقوت . فالعلاقة التي تنشأ بالحب بين الرجل والمرأة ليست محسومة النتائج كما هو الحال في الحب في الله . انه عشق للصورة ليس الا , والعاشق والمعشوق متى استسلما لرغباتهما بالوصال الا وعزفا وابتعدا شيئا فشيئا ,وعاد الحب أدراجه وكأنه لم يكن بالأمس . مات الحب اذن , قتلاه, بل أفنياه .
ان الرجل الحكيم يحسن استغلال الظرف الذي يقع فيه في حب فتاة خلبته بحسنها وقدها ورآى فيها فتاة أحلامه. ان الشعور هذا هو أول خطوة نحو حب حقيقي كمشروع ديني / دنيوي , سيكون هذا اول المساهمين في بنائه باعلان رغبته في خطبة حبيبته . وأثناء فترة الخطوبة تتعزز الميول أو تجنح . أي يتعزز الحب ان كان موضوعيا أم يجنح ان كان ماديا .فاذا اجتازا فترة الخطوبة وغلبا نية الاخلاص في تعاملهما مع بعضهما ,أعلنا الاستمرار في المشروع وتنفيذ متطلبات البناء بالزواج .
الآن وبعد الزواج وقد أفضى الزوج الى زوجته على سنة الله ورسوله , ولم يبق للشيطان وأهله حظ كبير في التلاعب بمشاعر النغس باسم الحب , أصبح الزوجان موضع اختبار وامتحان أمام حبهما الذي زج بهما الى ولوج هذا المشروع الانساني الكبير . ومراعاتهما للحقوق الزوجية التي أسستها الشريعة وحرصهما على العشرة بالمعروف, مؤشر على الحب الصادق النابع من حب الله ورسوله , وانه الحب الذي يجمع ولا يفرق , يجمع الزوج وزوجته في الجنة بعد أن يفرق بينهما الموت . بل يلحق الرجل المحب بذريته التي خلفها وراءه منذ أمد بعيد . انه الحب الذي وجد ليبقى , جذره في الأرض , وجدعه في السماء , وفروع وأغصان وثمار محبة -ابتغاء مرضاة الله- في جنة الخلد . جعلنا ربنا من المحبين الصادقين
| |
|