أرجووكم يكفي جرائم

تتلخص مشكلتي أني لا أستطيع أن أعيش لذاتي فقط
ينتابني الغثيان وأنا أنزف أسطري هذه لكم
كان يومي هذا يوماً مشؤوم
استقبلت فيه مع نُسيمات الصباح وتغريد الطيور نبأ اغتيال رجل أعمال سعودي
وعند الغروب في لحظة احتضان البحر للشمس
فجعت بعملية انتحار شنقاً لسائق في درج الطوارئ للبناية التي أسكن فيها(إن لم تكن جريمة مدبرة)
فضج الإحساس في كياني .. وتمزق سكوني بصرخة مدوية لم تتجاوز أضلعي..
لكني حاولت هنا أن أسمعكم شيء من تلك الصرخات..

أصرخ بنداء شق حنجرتي يكفي أيها الإنسان جرائم..
أرجوك لا تقتلنا و تقتل كل قلبٍ ينبض.. ولا تخنق أنفاس الملايين ..

*صورة بعدسة مبعده لمجتمعنا *
إطارها الرئيسي تتكوم عليه الجرائم الخارجية المتفجرة داخلنا والمتناثرة شظاياها على أعيننا
حتى أصبحت الرؤية لدينا مختلطة فما عدنا نميز بين النور والعتمة..
وصورها الداخلية المدموجة تلونها جرائم نرتكب في مابيننا تصدح بها كل يومٍ صحفنا..

فالنزف يجري شلالاً من فوقنا ومن داخلنا..
حتى أنني في لحظات أحاول أن أجمع كل صرخة مكلومة وأنة مفجوع وزفرت مقهور
وأركز سمعي بها حين تخرج من كل قطر على الكرة الأرضية وأتخيلها صرخة واحدة صبت فيها كل الصرخات
أجزم بأن زلزالاً سيهز الكرة الأرضية ليغير ترتيب قاراتها من هولة الفجيعة..

*صورة بعدسة مقربه لمجتمعنا *
رؤساء نشر الجريمة :
1_ أعدائنا وأعداء الإسلام.. فهم لهم اليد الأولى والأخيرة في نشرها ضدنا خارجيا وبين صفوفنا
2_ أنا وأنت وأنتِ وهم وأولئك.. نعم نحن لا تمزقوني بنظرات النفي و الاتهام..!!

سأخبرك كيف..بأمثلة بسيطة..
= حين أدمن أفلام الجرائم ..
النتيجة (أعتاد عليها في الخيال وبالتالي حين تقع يتبلد الإحساس وتبلد الإحساس مؤشر خطير يقودنا لارتكابها دون قصد منا)
=حين أسمع قصة واقعية لجريمة وتنشر بتفاصيلها وأساهم أنا بنشرها ..
النتيجة ( أكون بذلك قد ساعدت على انتشارها في مجتمعنا دون إدراك مني بأن
هناك مراهقين وإن لم يجرئوا على تطبيقها الآن لكنها مخزنة في دواخلهم متى
ماسنحت لهم الفرصة طفحت على السطح تلك الترسبات التي حين تقع نقول لماذا
فعل ذلك وما ندري أننا كنا أحد المساهمين بذلك..)والأمثلة كثير وقس عليها..

فبفطرتنا السليمة نجد أننا حين نسمع تلك الجرائم المفصلة نشمئز ونصاب بحالة من الغثيان والدوار
لماذا نحاول بفضولنا أن نزاد علماً بذلك ونفقه غيرنا به؟!
دوماً أنادي من حولي وفي كل مجلس .. يكفيكم سرد لقصص الجرائم
حاول أنك إذا سمعت جريمة توعي من أوصلها لك ولا تتجاوزك بتفاصيلها ..
أضرار الحديث عن الجرائم..النظرة السوداوية ..اليأس.. الكآبة..الإحباط..
والنتيجة= الجريمة بحق النفس .. وتصبح الجريمة مسرح حياتنا
فلا مكان للتفاؤل ونشر الأمل وتسليط الضوء على الزوايا المشرقة
فتستقيم النفوس في بيئات متزنة بعيد عن الانحراف والشطط وننعم بعيش رغيد

زوايا فكركم وكل كلمة تكتبوها هنا ستساهم ببناء مجتمع إنساني نظيف لوعي راقي فأنا أحتاج رؤيتكم وحلولكم النير ..

أتمنى لكم حياة رغيدة تظللها نفحات من الجنان