آفة الإنسانية ... وأسهل طريقة للإنحدار إلى درك الحيوان البدائي المتوحش ...!!

هل تتخيل وجهك مشدود العضلات ... محتقن العروق ... متشنج بدون مسحة المحبة الإنسانية المرتسمة عليه ؟
هل سبق وأن رأيت أنيابك بارزة كالليث الهائج ... متأهبة لقضم لحم فريسة ...؟
هل رأيت تعرجات جبينك تزداد بشاعة وتتعاظم، وشعر حاجباك يتقاربان ويتباعدان بعصبية بشعة ...؟
هل شعرت انك سبع أعجم منقض على فريسة لا حول لها ولا قوة ...؟
هل راقبت عيناك جاحظتين ... يبرق حولهما الشرر ...؟
هل أنتفخت أوداجك ... وأتسعت فتحتا أنفك بشهيق وزفير يكادان أن يقتلعا قلبك النابض من جوفك ...؟
هل سال لعابك من زوايا فمك مزبدا ... ينذر عن غريزة تكاد تتفجر من داخلك ...؟
هل شعرت بالارض تميد من تحتك ...؟
هل فقدت الشعور بقدميك وذراعيك فكأنهما لا يتصلان بجسدك ...؟
هل تحلل في عقلك الزمان والمكان ... فلم تعد تشعر بهما....؟

إذن أنت في حالة غضب ...!!

نعم مجرد لمحة غضب أوصلتك إلى تلك الحالة الهستيرية ...!
تلك العاصفة الشنيعة التي شملت جميع جوارحك ... وملكت كل أطرافك ... ليست
إلا لحظة غضب طارئة ... جعلتك أقرب ما تكون بالحيوان ... وهدمت جميع
الصفات والمواصفات الإنسانية التي تربت في داخلك طوال ملايين السنين ...
والتي كنت تتحلى بمميزاتها منذ لحظات ...!

نعم الغضب ... هو أسهل الطرق وأقصرها ... وأقدرها على تحويلنا وبسرعة خارقة إلى حيوانات بدائية ... متوحشة.
بالغضب تنسلخ جلودنا ... التي حاولت الإنسانية تهذيبها ... وتظهر عيوبنا التي تعبنا كثيرا في محاولة إخفائها عن الأخرين ...!
بالغضب نفقد الإرتباط بالدين ... وبالعرف ... وبالتقاليد ... ونتسلخ من
الرحمة و اللباقة ... والسماحة ... والمحبة ... والتقدير ... والمجاملة
.... وجميع ما يميزنا كمخلوقات ذكية عاقلة ...!

بالغضب نفقد العقل ... ونفقد الإتزان ... ولا نتمكن من الحكم المتزن على
ما يحيط بنا ... فنزور الدرك البدائي للحيوان المتوحش .... عندما تهزه
وتتملكه الغرائز الدنيئة البدائية ...!

بالغضب نحاول رد حقوقنا بالناب والمخلب والذراع ...!
بالغضب ... تهون في أعيننا الحياة بما فيها ... فلا تعود لأي شيئ أهمية ...!
بالغضب تكبر في أعيننا الصغائر .... وتذوب عظائم الأمور ...!
بالغضب نعود ملايين السنين ... وننطوي في كهف الحقد ... وننزع من قلوبنا
معاني الرحمة والطمأنينة ... ونزرع مكانها عشق الذآت ... وحماية النفس ...
وتمركز محور الكون في أنفسنا ...!! لتدور من حولنا النجوم ... والأفلاك
..! كالفراشات حول الشعلة ...!
عندها يهون عليك القتل حتى لأقرب الاقربين ....!!
وتستسهل التدمير حتى للمقدسات ...!
وتتمنى الزوال لكل جميل حولك ...!
ولا تهتم سوى بذاتك ... الحالية ,,,,!
المليئة بعتاصر الغضب ....!

نصيحة أقدمها لكم جميعا .....
عندما تغضب .... تذكر كيف يكون مظهرك .... وتذكر أن منهم حولك يرونك في
ابشع حالات الدنيئة .... وأن تلك الصورة ... لا تنمحي من مخيلاتهم مهما مر
الزمن .... وحتى وأنت تتطلع إليهم بنظرة محبة مطمئنة ... مبتسما برقة ....
مطبطبا على أكتافهم وأنت في غاية السرور ...!

__________________