peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: www.أنا فى الحمّام.info الجمعة أبريل 10, 2009 6:48 pm | |
|
غالباً ما ينتابنى شعور غريب ورهيب تجاه الخطى الواسعة والحثيثة للتقنية الرقمية فى التدخل القسرى والتحكم البشع بحياتنا وخصوصياتنا وأمزجتنا وربما مشاعرنا وشعورنا مستقبلاً بعد أن تغولت على الإقتصاد والتجارة والإعلام وغيرها وأخشى أن يأتى علينا أو على أبنائنا زمن لا يستطيعون فيه السير من مكان ٍ إلى آخر سواءً كان ذلك داخل أوطانهم أو من دولة ٍ إلى أخرى أو لتناول وجبة إفطار دون الدخول إلى الشبكة العنكبوتية لتحديد المكان والزمان وأثر تلك الوجبة على البيئة والهدف الحقيقى منها ، ويُفرض على الجميع بحكم ذلك التدخل السرطانى فى كل منحى من مناحى الحياة أن تكون مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً من حلقومك بالإنترنيت الذى سيدخل أو بالأحرى سيتدخل فى كل كبيرة وصغيرة بل يحصى لنا أنفاسنا وسكناتنا وخلجاتنا ، فمثلاً إذا كنت فى البيت يجب عليك أن تدخل إلى الشبكة العنكبوتية وتكتب ( دبيلو دبيلو دبيلو دوت أنا فى البيت دوت نيت ) أو ( أنا أتناول الطعام مع صديقى يوسف دوت أورغ ) ( أو حتى أنا فى الحمّام دوت إنفو ) وإلا لن تستطيع فعل ذلك حتى وإن تبولت على ملابسك ( دوت كو دوت يو كيى ) .
فأصحاب الشركات أو المسيطرون على عصب الشبكة ونبضها يسابقون القدر إن لم أكن مغالياً للتحكم فى العالم وجعله شبه مشلول إذا لم يستخدم هذه التقنية الرهيبة وجعلها فى المقام الأول من حيث عدد المستخدمين لمزيد ٍ من جني الأرباح وفتح آفاق غير أخلاقية جديدة للإستثمار، لذا سيوفرون تلك الخدمة فى المستقبل القريب أو القريب جداً ، ليس على الحاسوب العادى أو اللاب توب أو الهاتف الجوال والتلفاز فحسب بل سنجدها بإشتراك يكاد يكون مجاني على الساعات والولاعات والأقلام والأشجار والأحذية وفى كل ركن وزاوية حادة كانت أو قائمة بل حتى فى جحر ضب ليدمنها الجميع أو الغالبية العظمى من البشر وتصبح أسوأ من المخدرات وربما تؤدى إلى الجنون لما فيها من إغراءات وإثارة ، وبعدها يمكن التحكم فى قطاع كبير من العالم إن لم يكن العالم بأسره بضغطة من طرف السبابة على الماوس الذى سيغيرون إسمه حتماً إلى الشبح أو الشيطان أو الجن أو الخنزير لتعطيل دول ومدن وقرى و( حواشات ) وإقامة حواجز وأسلاك عنكبوتية شائكة لصد هؤلاء المهاجرين ألكترونياً أو القبض على هذا أو إصطياد ذاك وقتل أولئك وقد تـُقام دول إسفيرية تـُمارس ما تـُمارسه الدول من رعاية وتعليم وسياسة وتأشيرات وإقامات ويظهر نوع جديد من نظام الكفيل وتـُسن قوانين جديدة للدول والممالك والإمارات والجمهوريات الإسفيرية وقد نسمع أيضاً بمرض جديد إسمه مرض جنون الكمبيوتر وبذلك تصبح هذه التقنية نقمة على العالم وليس كما بدأت نعمة على الجميع فى إختصار الزمن والمسافات وتوفير الجهد والوقت والمال .
فالتعامل مع الأشباح خلف الكيبورد يجعل الشخص يعيش فى خيال ويحارب خيال لأشخاص وأشباح لم ولن يُوجدوا أو سننتظر طويلاً جداً لنراهم وربما بالفعل سيأتى ذلك الوقت الذى يستطيع فيه المبرمجين أو البرامج على الشبكة أن تـُسجل من تلقاء نفسها أسماء وهميه وترد على المتداخلين باللغة أو حتى اللهجة التى يتخاطبون بها وتهددهم وتقاضيهم وكله فى الخيال ( دوت إف آر ) أى ليس لها وجود فى الواقع أبداً وقد يتمكن الذى عنده علمٌ من الحاسوب والتقنية الرقمية أن يأتى بك إلى حيث يريد ويلقنك درساً فى الأخلاق ثم يتركك فى الدولة التي هو فيها أو يُلقى بك فى المحيط المتجمد الشمالى أو صحراء الربع الخالى وكله بضغطة على ذلك الماوس اللعين ، فالذى عنده علمٌ من الكتاب كما جاء فى القران الكريم فى قصة ملكة سبأ وسيدنا سليمان قد فعل ذلك بالعلم أو التقنية المتقدمة جداً التى يعلمها أو التى علمها له الله والتى كانت تـُعد من الخوارق فى الماضى ولكنها اليوم أو غداً ستصبح من البديهيات .
بما أن الهاكرز هم أيضاً لا يتورعون عن مهاجمة مايريدون فيروسياً أو سرطانياً و يهكرون ما يشاؤون من مواقع وبرامج فقد يظهر أيضاً شخصٌ ضليع بإمتياز فى هذه الأمور ويبتكر سلاحاً أو نظاماً دفاعياً ضد الهجمات الفيروسية التى تملأ فضاءات الشبكة العنكبوتية فيسميه مثلاً ( الثأر ) ويبرمجه بحيث لا يهاجم إلا من بدأ بالهجوم وذلك بملاحقته وتدميره وتدمير مصدره وحاسوبه الذى أطلق منه الفيروسات وليس غيره بل يمكن لبرنامج الثأر هذا أن ينتظر المهاجم حتى يعود إن لم يكن موجوداً على الشبكة فى تلك اللحظة وبمجرد إتصاله بها ومن أى مكان فى العالم يهاجمة بشدة ويقضى عليه وعلى إجرامه حتى إذا كان فى غير المكان الذى أطلق منه الفيروس أول مرة ، ولا يهاجم برنامج الثأر الشخص الخطأ أبداً أو الذى يجلس فى المكان أوعلى الكرسى الذى أطلق منه الفيروس إعتباطاً بل يعلم تماماً ما يقوم به ، أى أن نسبة الخطأ هنا تكاد تكون معدومة ( دوت كوم ) .
هذه التكنلوجيا وبما وفرته لنا من خدمات جليلة وكبيرة وخطيرة إختصرت لنا بها المسافات والأزمنه ، أصبحت تستخدم بطريقة سيئة للغاية مما تسبب فى مشاكل لا حصر لها أو فى غنى عنها فقد إستطاع الرجال التجسس على النساء والعكس وبُثت صور خاصة جداً وإستشرت الشكوك وإمتد الأمر إلى الأزواج والزوجات وكُشف المستور وإنهارت أسر وتفككت علاقات وبالدليل القاطع الذى لا تملك معه غير الأعتراف والإقرار وأنت فى قمة الذهول والمباغتة ويتم ذلك بمجرد إيصال كاميرات ولاقطات بالحاسوب وبعدها يصبح كل شىء على البلاط ، وسيحمل المستقبل أيضاً الكثير والمثير والرهيب حيث ستكون الفضائيات أيضاً ( على قفا من يشيل ) مثلها مثل المواقع الألكترونية بأجور زهيدة وبذلك يستطيع شخص أو أكثر أو قبيلة أو سكان حى شعبى مثلاً فتح قنوات فضائية لمدة زمنية حسب الطلب للرد أو مهاجمة شخص أو أشخاص أو دول على الهواء مباشرة وفضحهم ( ومرمطتهم ) ثم الإنسحاب من الفضاء الإسفيرى والتحضير لجولة أخرى . | |
|