peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: عندما يصبح المثقف جارية جذابة حسنة الصوت معروضة في سوق النخاسين ...! الجمعة أبريل 10, 2009 6:39 pm | |
| يكثر في عالمنا العربي عدد المثقفين النظريين على جميع المستويات ... وفي كافة المجتمعات ... والمحافل
ذلك المثقف الذي يبرز لنا مسلحا بسيف الكلمة ... ودرع الفكرة ... و خطة الهجوم المناوئ على أعدائه .. والكر ... والفر ... والمباغتة ... و التقهقر إن لزم الأمر ...! مقالات وخطب .. ومداخلات تخطف العقول ... وأطروحات تناقض الواقع و تقلب الأبيض أسودا ... والأسود برتقالي ... !! استخدام مقنن ومتقن للجمل ... والكلمات ببديعها و جرسها ... ومتانتها وتلاحم معانيها. عقل خصب يفكر ويدبر ... ويجد أدق المخارج لتجميل القبيح ..!
أنه وللأسف ... مثقف مُسخر ... فاقد الحرية .... يماثل الجواري الحسان ... في أسواق النخاسة العتيقة ...!!
عقل يباع ويشترى .... بأزهد ... أو بأغلى الأثمان ... و يزايد عليه كل من يمتلك ثمنه .... أو ثمن أفكاره النيرة أو لسانه المطاطي ...!
وهو فوق منصته بالسوق منتفخ الأوداج ... يزهو غنجا ... و يباهي بطلته البهية ... ومحاسنه الجلية ... وقدراته على اجتذاب القلوب ... وتهييج الغرائز ... !! مثقف ...مسلسل ... مخزوم ... موسوم .... لنظام حكومي ... أو لمنصب يرنو له ... أو لهبة مادية يسعى لإمتلاكها .... أو لحاجة غيبية في نفسه الأمارة بالغي ....!
فنجده مرة يهاجم جهة معينة ويتفانى في مقاتلتها بشراسة .... ثم لا يلبث أن ينقلب إلى صفها قلبا وقالبا .... بمجرد تقلب اتجاهات الريح من حوله ...! ونجده يمجد في هذا ... ثم لا يمر زمن إلا وقد انضوى تحت كنفه ... شاتما لمن يعاديه ومظهرا لعيوب أعدائه التي كان أقساها ... قطع الهبات والحظوة عنه !
وسوق النخاسين .... أقصد المثقفين غني بالعينات المبدعة في جميع المجالات ... وخصوصا الدينية والسياسية منها ... وهما المجالين المهمين في عصرنا ، والمتطلبة لكل حكومة هشة ... ولكل حاكم غاوي !
فنرى المثقف المرتزق يرفع صوته ناقما حاقد ... كارها ... ويوالي النقد ... للحكومة ... ويعارضها .... ويكتب ويتكلم في كل مناسبة ... لإظهار وجهة نظره ...! حتى يأتيه النداء العاجل .... من مسئول حكومي ... يعرض عليه شراء عقله ولسانه .... مقابل .... كذا وكذا ....! وعندها ينقلب اعتراضه مهادنة .... وغضبه حبا .... وثورته لطفا .... !! وقد لا يعود يظهر إلا في المناسبات ليغني ... ويتغنى بسعادته ... ورضاه في بلده الحبيب .....!! بلده الذي أنقلبت مساوئه لحسنات بقدرة قادر ...!! وقد يكون الشاري بلد آخر أو جهة أخرى ....!! وعندها قد لا يضطر المثقف المُشترى لترك بلده والهجرة لمن أشتراه كليا ...!! حيث من الممكن مزاولة عمله من مكانه ....!! أو من خلال حضور مؤتمرات وندوات ... ومحافل البلد المشتري .... والرد المباشر بقصائد غزل ... ومقالات تبجيل .... ومجلدات محبة إن لزمه الأمر لإظهار إعجابه وولائه لمن إشتراه ...! ويسألني سائل ....؟؟ أين يقع هذا السوق ...؟ وأقول له .... تعال معي نطوف بغالبية المناصب التي تتحكم بالإعلام العربي ...!! تعال معي لنتجول في المناصب الإستشارية للحكومات العربية كالشورى وكالمجالس البلدية والنيابية ...! تعال معي لأي منصب يشغله من لا يستحقة ....!
وستجد المثقف هناك .... مخزوما موسوما معروضا للبيع .... !!
فيسالني ... هل كلهم جواري مخزومات ....!
فأقول بحذر : إلا من حصنه ربي .....!؟
__________________
| |
|