peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: إبني الحبيب ... أرجوك ... لا تقبل يدي ...! الجمعة أبريل 10, 2009 6:09 pm | |
| أجتمع المعلم بتلاميذه ... وكانوا قد إعتادوا على تقبيل يده قبل كل درس ديني يلقيه عليهم ....!! وتعجب المعلم من أحد الطلبة الجدد ... الذي كان رافضا لتلك العادة ....! فسأله المعلم : لماذ لا تقبل يدي ...؟ فقال الطالب: ألست تقبض مالا على تعليمك لنا ...؟
فلم يرد المعلم وتلعثم خجلا ...
فقام الطالب وأنتصب أمام زملائه تلاميذ الصف المندهشين ... وأكمل كلامه ... تقبيل الأيدي ... عادة بشرية نشأت منذ أزمنة العبودية .... حيث كان السيد المالك .... يأمر عبيده المملوكين بالإنحناء ... والركوع ... والسجود له ... وبالتالي تقبيل يده ... مصدر النعم ....!!
وحيث كان السادة لا يعرفون عبيدهم من أبنائهم الكثر ... (خصوصا من أنجبوهم من الجواري والإماء ) فإن الأبناء كانوا يصطفون مع العبيد والجواري لتقبيل يد السيد ... في كل مناسبة ...! وكأنه قد تفضل عليهم بأن أنجبهم .... وبأنه يطعمهم اللقمة ... ويسقيهم الشراب ...!!! وهكذا فقد أصبحت عادة تقبيل الأيدي القميئة مثالا يحتذى لكل من أراد أن يكبر وأن يحترمه الآخرين ... ! بأن يطلب منهم أن يقبلوا يده ....! فهذا حاكم يريد من جلسائه أن يقبلوا يده ....! وهذا عالم يريد من طلبته أن يقبلوا يده ...! وتلك زوجه تفضل عليها زوجها باللقمة والهدمة ...! وهذا والد ... يريد بث سيطرته على أهله فيطلب منهم جميعا أن يقبلوا يده ...!!
وإختلطت العادة بالمجتمعات وتغلغلت فيها ... حتى عدها البعض واجب على الأبناء ... ! وضربوهم أو وبخوهم على تركها ...! (فكيف لا تقدرني مثل تقدير فلان لأبيه ...؟!)
والحب والتقدير أمر أبسط من ذلك بكثير ... ويمكن أن نشعر به من لفتة أو نظرة أو كلمة ... ويمكن التعبير عنه بطرق أفضل من الإنحناء ركوعا ولثم اليد ....!
فقبلة الخد أو الجبين أو الرأس ... أكثر إحتراما للطرفين ... وأكثر مودة وحميمية و محبة ... ! والإبن عندما يكب على يد أبيه ... حتى وإن كان لا يجد حرجا في ذلك .... إلا أنه يذكرنا بعهود الظلام والعبودية ...!!
وما أجمله من منظر إنساني سامي .... عندما يقف الأبن أمام والده وفي نفس المستوى .... ويحضنه بقلب ناصع .... لا رياء فيه .... ولا خوف ... ولا مذلة !
صمت المعلم ... وأرتبك ..
وأنصت الطلبة لقول زميلهم الجديد وأندهشوا ... وتناثرت الصور في مخيلاتهم .... وعادوا لمنازلهم .... والأفكار تدور في رؤسهم الصغيرة .....
ترى ... كيف سيقنعون أهلهم .... بذلك .....؟ رغم أن الجميع من حولهم يقوم به .....!! | |
|